كويمن يكتب عن: ميزانية الفئران والطفيليات..

محمد كويمن العمرتي
ارتفعت نفقات مدينة طنجة، لأنها أصبحت كبرى، وهذا شيء عادي وجميل إلى حد ما، فالمدينة تكبر ومصاريفها تزداد، وتنضاف إليها مشاكل جديدة أيضا، وإن كان الأداء يسبق الشكوى، كنموذج شركة أمانديس في تعاملها مع زبنائها أو “ضحاياها” بتعبير أصح، من خلال رفعها شعار “خلص واشكي”، وهكذا أضحت جماعة طنجة مطالبة بتسديد مبالغ ضخمة فرضتها “طنجة الكبرى”، بعد التحول الكبير الذي شهدته المدينة، عقب تنزيل مشاريع التأهيل الحضري والتنمية البشرية، وفي نفس الوقت تشتكي الجماعة من تأثير ارتفاع النفقات بشكل غير مسبوق على ميزانيتها العامة، المتضررة أصلا من اقتطاعات الأحكام القضائية، بعدما صار استهلاك الإنارة العمومية يكلفها 72 مليون درهم سنويا، وصيانة المناطق الخضراء تصل إلى 46 مليون درهم، ناهيك عن الدفعات التي تقدمها لفائدة الشركات الخاصة نظير الخدمات المقدمة للجماعات الترابية، والمقدرة بأزيد من 190 مليون درهم.
لكن هذا لا يعني أن دور المجلس الجماعي، ينحصر في تقديم حساب الميزانية، بما لها وما عليها، وكفى، دون أن تكون هناك أي قراءة سياسية، تضع لمستها على هذه الميزانية، باعتبار أن المجلس يسيره منتخبون، والمطلوب محاسبتهم على فترة تدبيرهم للشأن المحلي، والحال أن الأغلبية المريحة التي يتوفر عليها حزب المصباح داخل المجلس الحالي، تجعله في موضع حرج أكثر من سابقيه، حين كانت الميزانيات السابقة تمر مرور الكرام، وتنعم بفائض مشكوك في صحته، ولا تحظى بنفس الاهتمام الذي كان يخصص لأقسام التعمير، فلا يقبل اليوم من المكتب المسير تقديم ميزانية المجلس بكثير من البكاء، وترقب “تعليمات” السلطة، رغم “افتخاره” في خطاباته بأنه من صنع صناديق الاقتراع، فالحديث عن الأزمة أصبح خارج السياق، في ظل التعامل مع المعطيات المتوفرة على أرض الواقع، وإذا كنتم “لا تنهبون”، فماذا أنتم فاعلون لحماية المدينة وساكنتها،دون الإسراع بحل المشاكل المطروحة في جميع المرافق، واعتماد منهجية واضحة في التسيير والتدبير خدمة لمصالح المواطنين، وليس الناخبين فقط، وذلك وفق شعارات أيام المعارضة وإعلانات البرامج الجاهزة.
وتبقى من بين أهم الإنجازات، التي حققها المجلس في ميزانية 2019، تخصيصه مبلغ 100 مليون سنتيم لشراء مواد إبادة الفئران، ونفس المبلغ لشراء مبيدات للطفيليات والحشرات، وربما كان يجب عليه، في إطار ترشيد النفقات، تشكيل لجنة للتفاوض مع الفئران من أجل إقناعها بالانسحاب بطرق سلمية، وإحداث لجنة أخرى لحصر مختلف أنواع الطفيليات بالمدينة..
ملحوظة فقط: فصل شراء الكتب بالميزانية خصص له 100 درهم.