غير مصنف

كويمن يكتب: إعدام نخيل طنجة الكبرى

الأحد 12 نوفمبر 2017 - 13:15

كويمن يكتب: إعدام نخيل طنجة الكبرى

محمد كويمن

قررت السلطات المحلية بطنجة، “إعدام” مجموعة من أشجار النخيل، التي “تزين” شوارع المدينة، بعدما فشلت محاولات “إنعاشها”، وصارت حالتها ميؤوسا منها، أمام استمرار تدهور وضعها “الصحي” منذ غرسها قبل أقل من سنتين، ضمن أوراش طنجة الكبرى.

وقامت بتنفيذ “الحكم”، الشركة المكلفة بصيانة المناطق الخضراء، بتفويضمن جماعة طنجة، حين شرعت في قطع مجموعة من أشجار النخيل، خاصة على مستوى شارع مولاي يوسف، بعدماكشف “البحث” بأنها لم تعد قادرة على تحمل وقوفها، وهي تفتقد لأي أمل في البقاء على قيد الحياة، بل أضحى العديد منها يهدد سلامة المارة وحركة السير، بالرغم من “المجهودات” التي بذلت، من خلال ربطها بالحبال لتبقى “شامخة”، حتى لا تعترف الجهات المعنية بسوء اختيارها، بعدما اضطرت لتعويضها في نهاية المطاف، دون أن يكلف لا الوالي ولا العمدة نفسيهما لتوضيح دوافع “حكم الإعدام”.

وسبق أن أثارت عملية غرس أشجار النخيل على طول جل أرصفة أهم شوارع المدينة، الكثير من ردود الأفعال على مواقع التواصل الاجتماعي، حين تعالت الأصوات المطالبة بوقف هذا الاختيار، الذي يندرج ضمن مشاريع التأهيل الحضري لطنجة الكبرى، وتم رفض تحويل عاصمة البوغاز إلى “مدينة النخيل”، لكن دون جدوى.

كما نبه المكتب المركزي لرابطة الدفاع عن حقوق المستهلكين، الوالي إلى عدم ملاءمة غرس النخيل من الحجم الكبير والمزدوج مع مساحة الأرصفة الضيقة، وذكره(الوالي) “بفشل كل التجارب المتعلقة بتوطين شجر النخيل بطنجة، بعدما تكبدت المدينة خسائر فادحة تقدر بالملايير، نتيجة ضياع الآلاف من الأشجار بسبب الغرس العشوائي وسوء التدبير وتأثير الحشرة المعادية للنخيل”.

ومرة أخرى تعيد فعاليات جمعوية بالمدينة، طرح نفس التساؤلات، هل كان من الضروري التشبث بغرس النخيل فقط دون طرح اختيارات أخرى خلال إعداد برامج تأهيل شوارع وساحات طنجة؟، وهل من حق السلطات المحلية أن تفرض “ذوقها” على الساكنة؟، في ظل اعتماد مقاربات تشاركية “صورية”،وانعدام التواصل مع الرأي العام، ولعلها من بين الأسباب التي تدفع إلى تكرار مثل هذا النقاش في غياب معطيات رسمية تبرر كيفية تبني مختلف التصاميم المطروحة باسم تأهيل طنجة الكبرى.