
طنجاوي*
عبر إلياس العماري، رئيس جهة طنجة تطوان الحسيمة، عن قلقه من تفاقم الأزمات في القارة الإفريقية، وذلك في كلمة ألقاها في افتتاح منتدى ميدايز، ليلة أمس الأربعاء، قائلا إن “الوضع في معظم دول الجنوب يزداد بؤسا، والآفات تزداد تفاقما، والأوبئة والمجاعة والحروب الأهلية تأتي على آلاف الأرواح سنويا دون رأفة ولا شفقة”.
وأرجع العماري التوترات التي تعرفها القارة إلى كونها “مازالت تشكو من استبداد وظلم قوى خارجية تراكم ثروات خيالية من استنزاف خيراتها الوطنية؛ ومن المضاربات المتوحشة التي تتسبب في ارتفاع أسعار المواد الغذائية الأساسية بنسبة ما بين 50 إلى 60 في المائة”، حسب تعبيره.
واعتبر المتحدث ذاته أن “الاستغلال والمضاربات” يعيقان كل طموح الشعوب الإفريقية نحو التضامن والتشارك، كما “يسحقان جميع مشاريع التنمية التي ترمي إلى تحقيق الحد الأدنى من الكرامة للإنسان الإفريقي”.
ودعا نائب الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة إلى “ضرورة مضاعفة الجهود من أجل تقوية التعاون والتضامن بين دول الجنوب، وبناء تصور تشاركي أشمل للحفاظ على المصالح المتبادلة ومجابهة التحديات المشتركة.
وأورد العماري أن الدول الإفريقية تزخر بكل المقومات الضرورية للنجاح، إلا أنها لن تربح الرهان الأمني دون تحقيق الحرية والعدالة الاجتماعية، وضمان كرامة المواطنين والعيش الكريم، كما لن تحقق التنمية دون تعاون اقتصادي متين يراعي مصالحها أولا، والمصالح المشروعة لدول الشمال.
وأشار إلى أن هناك رغبة قوية داخل القارة في الانتقال من وضع اعتبره موسوما بالفوضى والصراعات الداخلية القاتلة، موروث من حقبة الاستعمار الفعلي والمباشر، إلى النمو المشترك والشامل”، مردفا أن “استمرار روابط التبعية والاستغلال الاقتصادي طوال مرحلة ما بعد الاستقلال وبناء الدولة الوطنية، من بين العوائق التي تحول دون ذلك”.
ولم يفت العماري أن يذكر أن السنة الحالية هي التاريخ النهائي لتحقيق الأهداف الثمانية للألفية الثالثة، والمتمثلة في: القضاء على الفقر المدقع والمجاعة، وتعميم التعليم الأساسي لكل الأطفال البالغين سن التمدرس، والنهوض بالمساواة بين الجنسين، واستقلالية المرأة، والتقليص من وفيات الأطفال، وتحسين صحة الأمهات، ومحاربة السيدا و الملاريا والأوبئة الأخرى، وحماية البيئة، ووضع عهد عالمي من أجل التنمية.
أشغال الجلسة الافتتاحية تميزت بإعلان رئيس “ميدايز 2015” عن اسم الفائز بالجائزة الكبرى للمنتدى، الذي لم يكن سوى بول كاغامي، رئيس جمهورية رواندا، الذي اعتبر، في كلمة له، أن التتويج مفرح له ولكل الروانديين، معتبرا أن ذلك “يحتفي بقيم السلم والديمقراطية، واعتراف بالقيم الإنسانية الكونية”.

ورحب كاغامي، خلال تسلمه الجائزة، بدور المملكة المغربية في قارة إفريقيا، ودعا كل المستثمرين المغاربة إلى التوجه نحو روندا لإنجاز المشاريع.
رئيس جمهورية رواندا تحدث عن تجربة بلاده في الخروج من أزمتها، قائلا إن “كلمة السر في هذا التوجّه هي السلم”، وأضاف: “إنها نقطة البداية لتحقيق التنمية، وذلك يتحقق حين يتم حمل المواطنين على محمل الجد، وضمان مشاركتهم الكاملة في الحياة السياسية. والسلم شرط لتحقق الأمان للشعب؛ والمسؤولية والمساءلة، في إطار حكامة ديمقراطية، ما ساعد رواندا على تجاوز الأزمة”.
*هسبريس