مسابقة أحسن منتخب ورجل سلطة..

محمد العمارتي كويمن٭

يبدو أن مبادرات أحياء طنجة، أثارت اهتمام العديد من المسؤولين بالمدينة بشكل غير مسبوق، حين أجمعوا على ضرورة تشجيعها، بل تجاوز صداها الحدود الترابية المحلية، بعدما اعتبرها الناطق الرسمي باسم الحكومة “تعكس صورة جديدة للمجتمع المغربي وتعمل على ترسيخ قيم ومعاني الجمال”.

وبعيدا عن تبادل اتهامات “الركوب” ( من ركب على ظهر هذه المبادرات ) بين السلطة والمجالس المنتخبة والجمعيات، يبقى المجهود الذي بذله سكان أحياء طنجة يستحق كل التقدير، ويتطلب دعما قويا لضمان استمراريته وتطويره في اتجاه تكريس قيم المواطنة وفق مقاربة تشاركية، تقتضي الإجابة على سؤال “ما عليك؟” بتوفير “ما لك”، وإلا ستصل هذه المبادرات إلى طريق مسدود إذا لم تحافظ على طابعها التلقائي مع جعلها ترتبط بمنظور واقعي لرؤية مستقبلية احترافية لإدماجها بين العادات الجميلة للمجتمع بكل مسؤولية، دون الحاجة لكثير من “الفهامة” من هذا الطرف أو ذاك..

ولعل فكرة مسابقة أجمل حي بالمدينة، من شأنها خلق أجواء التنافس لتجميل مختلف الأحياء بصورة حضارية راقية، وإن كان البعض يرون أن المبادرات التي يقوم بها السكان تعتبر تدخلا في اختصاصات المجالس المنتخبة !!، فإذا قام السكان بتنظيف أحيائهم وإعادة تهيئتها وتزيينها وتزويدها بالإنارة وجعل أزقتها تحت أنظار كاميرات المراقبة، فما هو دور أصحاب البرامج والوعود الانتخابية؟، باعتبار أن الجهات المسؤولة على تدبير الشأن المحلي ملزمة بإنجاز ما هو مطلوب منها اتجاه الساكنة، فيما مسؤولية المجتمع المدني الحفاظ على كل إنجاز مستحق وإغنائه باقتراحات فاعلة والارتقاء به بمبادرات ناجعة.. 
وربما قد يفرض التفاعل أكثر مع روح مبادرات ساكنة المدينة، التفكير في مسابقات أخرى، كاختيار أحسن منتخب، وأحسن رجل سلطة (قايد), وأحسن مقاطعة، و…، من خلال اعتماد مجموعة من المعايير تحدد مواصفات المسؤولية المرتبطة بالمساءلة والمحاسبة، فالتنافس من أجل مصلحة المدينة مسؤولية الجميع، كل من موقعه، وحين يتحقق برغبة الوالي والعمدة في إشراك الجميع في رسم معالم طنجة باستحضار تاريخها وحاضرها ومستقبلها، يكون له طعم خاص، دون الوقوع في فخ تحديد الأفضل بينهما، فقط الكثير من الوضوح والقليل من الرضوخ، ليبقى التنافس والطموح حق مشروع من أجل طنجة..

                      ٭أسبوعية لاكرونيك