
محمد العمراني
خلف الغياب المتكرر لمحمد خيي، رئيس مقاطعة بني مكادة، عن مواعيد مهمة نظمها مجلس مدينة طنجة في الآونة الأخيرة ، الكثير من التساؤلات، وما إذا كان هذا التواري عن الأنظار تعبير عن عدم رضا محمد خيي على أسلوب تدبير شؤون المجلس من طرف العمدة العبدلاوي وذراعه اليمنى والرجل الثاني، محمد أمحجور؟!.
الموعد الأول الذي غاب عنه خيي، كان يوم الجمعة 12 فبراير الجاري، وفيه تم الإعلان عن انطلاق ورش إعداد برنامج عمل مجلس مدينة طنجة (2011/2016)، ترأسه كل من الوالي اليعقوبي والعمدة العبدلاوي. ففي الوقت الذي حضر رؤساء المقاطعات الثلاث، كان لافتا الغياب المفاجي لخيي. ما سبب إحراجا للعمدة العبدلاوي، الذي ظهر أمام الوالي اليعقوبي في مظهر الغير متحكم في مفاتيح القرار داخل الحزب الذي يسير المدينة!…
رئيس مقاطعة بني مكادة تغيب أيضا عن الشوط الثالث من دورة فبراير لمجلس مدينة طنجة، الذي احتضنه قصر البلدية يوم الخميس المنصرم، والذي تضمن نقاطا ساخنة، همت أساسا اتخاذ مقرر ترحيل تجار سوق بني مكادة نحو المركب التجاري أرض الدولة، والتصويت على مقرر تسوية مخالفات البناء العالقة، وأيضا تمرير دفتر تحملات استغلال شركات الاتصالات للملك العمومي.
والجميع يعلم أنها نقاط حساسة، و ليست محط إجماع داخل جسم العدالة والتنمية، بالنظر لكلفتها السياسية والانتخابية على حزب المصباح.
هذا الغياب اللافت رأت فيه مصادر على اطلاع بما يعرفه المطبخ الداخلي لحزب بنكيران بطنجة، رسالة أصر خيي على بعثها إلى الماسكين بمفاصل القرار التنفيذي داخل مجلس المدينة، مفادها عدم رضاه على ما يتم اتخاذه من قرارات لا تراعي مصلحة الحزب الانتخابية، بل الأدهى من ذلك يتم طبخها داخل مربع ضيق، وينفذها العمدة العبدلاوي بحماس ومن دون تردد، بل ويدافع عنها من موقع الواثق من نفسه، والعارف بما يريده في هاته المرحلة بالتحديد، ويتم فرضها على منتخبي الحزب تحت مبرر أنها قرارات مؤلمة، لكنها في صالح المدينة.
ذات المصادر رأت في موقف خيي تنصلا ضمنيا من قرارات العمدة العبدلاوي، و يندرج في سياق حرب التموقعات، التي انطلقت داخل الحزب تحضيرا لمعركة الترشيحات للانتخابات التشريعية المقبلة، أخذا بعين الاعتبار أن خيي هو الكاتب الإقليمي للحزب، ويراهن على تعزيز حظوظه لضمان موقع آمن داخل قائمة المترشحين، خاصة وأنه لم يعد من حقه قانونيا وسياسيا الترشح ضمن اللائحة الوطنية للشباب، ولذلك فلا خيار له سوى قيادة جناح الغاضبين والرافضين لنهج العبدلاوي في تدبير شؤون المدينة.