أخبار من الصحراء

لائحة النخيل

الأحد 8 مايو 2016 - 17:27

لائحة النخيل

محمد كويمن العمارتي٭

لماذا كل هذا الإصرار على غرس المزيد من أشجار النخيل في جميع شوارع وساحات طنجة؟، وهل الأمر يتعلق بقناعة حقيقية لدى السيد الوالي، بأن لا بديل عن النخيل من أجل ضمان نجاح مشاريع التأهيل الحضري لطنجة الكبرى، أم المدينة تفتقد فعلا لفعاليات منتخبة وجمعوية قادرة على تقديم مقترحات عملية وواقعية، وترافع من أجلها، مساهمة منها في إنجاح هذه الأوراش وفق ما تطمح إليه الساكنة، خاصة وأن الوالي يبدو صريحا مع نفسه وهو يواصل مشواره بصمت في بصم وصايته الكاملة على طنجة الكبرى، دون حاجته لكثير من الشعارات، التي يرفعها البعض في مناسبات محددة لتحقيق أهداف مصلحية، علما أن لغة المصالح حاضرة، بتعدد تقنياتها وأسالبيها، في مختلف محطات تداول مخططات تسيير الشأن المحلي، كل من موقعه، وهذا ما يجعل المجلس الجماعي يعتبر نفسه غير معني بتحمل مسؤوليته في تدبير أوراش طنجة الكبرى، وإن كان أهله كثيرا ما تحدثوا بلهجات عنيفة عن احترام الاختصاصات بين الجماعة والولاية من موقع المعارضة، قبل أن يقتنعوا ببركة الوالي..
ومع الحق في اختلاف الأذواق بين الناس، فالكثير من سكان المدينة، يرون أن زرع أشجار النخيل بهذه الكثافة على طول أرصفة كافة الشوارع الرئيسية للمدينة، أضحى يثير غير قليل من الريبة والشك حول استحقاق هذا الاختيار وتبعات شبهاته، أمام المجهود الكبير الذي يبدل من أجل بقائها (النخيل) واقفة وصامدة بطول قامتها في وجه الرياح، لدرجة أن العديد من المارة صاروا مضطرين لممارسة القفز على الحواجز لكي يتخطوا مثبتات أشجار النخيل العجوز على أرضية الأرصفة، كما هو الحال بشارع مولاي يوسف، بل الأمر صار كالبقر الذي تشابه على أهل سيدنا موسى، بعدما انتشر النخيل في البر والبحر..
هذا الانتشار الكبير لأشجار النخيل، دفع البعض إلى التفكير في إعداد لائحة النخيل، خلال الاستحقاقات التشريعية المقبلة، وربما لن تحتاج هذه اللائحة إلى دعاية انتخابية، حيث أينما وليت وجهك بطنجة ستجد النخيل أمامك، وقد تواجه لائحة النخيل منافسة قوية من لائحة أخرى لا تقل عنها أهمية، ويتعلق الأمر بلائحة أعمدة الإنارة العمومية، فيما دور باقي اللوائح الحزبية قصد الاستئناس في تنزيل مشروع طنجة الكبرى في غياب رؤية واضحة دون هواجس انتخابية..

               ٭عن أسبوعية لا كرونيك