غير مصنف

هذه تفاصيل ثمان ساعات قضاها راخوي داخل مطعم يوم تقديم مذكرة حجب الثقة عن حكومته

السبت 2 يونيو 2018 - 12:38

هذه تفاصيل ثمان ساعات قضاها راخوي داخل مطعم يوم تقديم مذكرة حجب الثقة عن حكومته

طنجاوي ـ غزلان الحوزي

 مأساة سقوط ماريانو راخوي لم يكن مفاجئا بالنسبة لمتتبعي المشهد السياسي باسبانيا، وهو كان على يقين أن أيامه في رئاسة الحكومة أصبحت معدودة، ولذلك عندما تم وضع مذكرة حجب الثقة عن حكومته، يوم الخميس المنصرم، غادر مباشرة مقر البرلمان نحو أحد المطاعم القريبة من أجل تناول الغذاء رفقة بعض مقربيه، لكنه مكث هناك لأزيد من ثمان ساعات، ولم يغادر المطعم إلا حوالي الساعة العاشرة والنصف ليلا، مفضلا احتساء قنينات من النبيذ على متابعة النقاش الدائر في جلسة حجب الثقة، حيث كانت حكومته تتعرض لوابل من انتقادات المعارضة، مما يكشف الحالة النفسية السيئة، أو لنقل الحالة  المنهارة التي كان عليها راخوي.

وكما توقع هذا الأخير في قرارة نفسه، أسدل البرلمان الإسباني الستار في اليوم الموالي حقبة راخوي، معلنا تنصيب بيدرو سانشيز، زعيم الاشتراكيين رئيسا لحكومة إسبانيا، هذا الأخير، كان يعلم جيدا أن مذكرة حجب الثقة ستكون لصالحه، خصوصا بعدما ضمن الأصوات الكافية لتأييد طلبه الذي ارتكز على تآكل شعبية الحزب الحاكم وصراعاته الداخلية، تحت ضغط فضائح الفساد المالي التي يعيشها الحزب منذ سنوات.

ومن بين التيارات التي ساهمت في إسقاط راخواي عن الحكومة، الأمين العام لحزب “بوديموس” بابلو إغليسياس الذي عبر عن ارتياحه ليلية الخميس قائلا “أخيرا سنخرج الحزب الشعبي من الحكومة”، و كذا تأييد الحزب القومي الباسكي  وأحزاب إقليمية أخرى.

 وكتب جريدة “الباييس” أن وصول سانشيز يعتبر انتصارا شخصيا لذاته، بعدما استعاد زعامة حزبه في خضم الصراعات الداخلية و الحملات القاسية التي تشنها عليه القيادات النافذة من أجل تدميره وإقصائه.  

لم يسبق أن تولّى قيادة الحكومة الإسبانية رئيس من خارج البرلمان انهزم حزبه في الانتخابات، بسبب مذكرة سحب الثقة، ولهذا يعلم سانشيز أنه سيكون حبيس مزاج  الخصوم، الذين لا يريدونه بقدر من يريدون التخلص من راخوي، ورهينة الابتزاز المعلن للأحزاب القومية والانفصالية.

ولإقناع الباسكيين، تعهد سانشيز لهم بعدم المساس بالميزانية، التي تتضمن مخصصات كبيرة لمنطقة الباسك. كما وعد انفصاليي كاتالونيا بأنه سيحاول  بناء جسور التحاور مع حكومة كيم تورا.  وفي النهاية  وصل إلى  ما كان دائماً يسعى  الوصول إليه. 

كان ثمّة إجماع على ضرورة إزاحة حكومة راخوي لأسباب أخلاقية وسياسية، والتجاوب مع الخطوة التي أقدم عليها سانشيز لاستعادة الثقة بالمؤسسات وقدرتها على مواجهة الاستحقاقات الكبرى. لكن إصرار هذا الأخير على عدم الدعوة إلى إجراء انتخابات في ظل التوزيع الراهن للقوى السياسية في البرلمان، فيه قدر كبير من المجازفة،  ويضفي عنصراً آخر يضاعف من خطورة أزمة النظام الديمقراطي في إسبانيا.