أخبار سياسية

طنجة الذكية

الأحد 1 مايو 2016 - 15:04

طنجة الذكية

محمد كويمن العمارتي٭

في الوقت الذي يهتم فيه الوالي بطنجة الكبرى، اختار العمدة طلب العلم لطنجة ولو في الصين، حين أرسل اثنين من نوابه ليكتشفوا طبيعة المدن الذكية في بلاد التنين، في رحلة علمية ممتعة، ستكون مفيدة لا محالة بالنسبة لمجلس في حاجة ماسة إلى المزيد من الذكاء لتحصين أغلبيته المريحة جدا، وربما لو كان حزب المصباح في المعارضة لاحتج بشدة عليها، كما كان يحتج دائما على كل سفريات أعضاء المكتب السابق، خاصة وأن الأمر يتعلق بالمال العام. ولعل حديث مجلسنا الجماعي حول رغبة مكتبه المسير في اكتساب خبرة المدن الذكية، أثار الكثير من التساؤلات حول مدى استفادة المدينة من هذه التجارب، راهنا ومستقبلا في ظل الصعوبات المطروحة من أجل تجاوز المشاكل البليدة المعنية بالتدبير اليومي لمختلف قضايا الشأن المحلي، وإن كان من باب العلم بالشيء، فقد وجهت دعوة شرفية للمدينة من الإمارات لمتابعة نفس الموضوع، قبل أن يتم التوجه إلى الصين. لكن يبقى الأهم أن طنجة ستصبح ذكية بعد هذه الزيارة، والسكان يترقبون رؤية مدينتهم ذكية، وكفانا من الغباء، فمع أوراش طنجة الكبرى تحت إشراف الوالي، ها هي مشاريع طنجة الذكية تحت إشراف العمدة، وكل هذا من أجل تحقيق طنجة الكبرى الذكية، فيما الخطر كل الخطر أن تصاب طنجة بلعنة سلعة “الشينوا” وتفقد أصلها الحقيقي..

وحكاية طنجة مع الذكاء في شقه الانتخابي بالخصوص تعود لعدة سنوات، في كل مرة كان يختبر مجموعة من المنتخبين ورجال السلطة ذكاءهم على حساب مصالح المدينة، وأغلبهم “كرطو” ولم يجدوا من “يفرطهم”، لدرجة أن اقتنع أباطرة وسماسرة الانتخابات بذكائهم الخارق، قبل أن يتم إشعارهم بانتهاء صلاحيتهم، فلم يعد الوقت مناسبا “للتكريط” الفردي ولو تطلب الاستعانة بالجرار، بعدما أضحت المقاربة الجديدة تفرض رفع الشعارات الذكية، مع استمرار مسلسل استغلال المال العام بذكاء مختلف، كقصة ذلك الطفل الذي دخل لمحل الحلاقة، فهمس الحلاق للزبون بأن يثبت له أن هذا أغبى طفل في العالم، حيث وضع الحلاق درهم بيد و25 فلسا باليد الأخرى وعرضهما على الولد فأخذ ال25 فلسا ورحل، وقال الحلاق للزبون : ألم أقل لك هذا الولد غير ذكي وفي كل مرة يكرر نفس الأمر، وعندما غادر الزبون قابل الولد خارجا من محل الآيس كريم فتقدم منه وسأله لماذا تأخذ ال25 فلسا كل مرة ولا تأخذ الدرهم ؟، فكان جواب الطفل: لأنه في اليوم الذي آخذ فيه الدرهم سوف تنتهي اللعبة !!
        ٭عن أسبوعية لاكرونيك