
محمد كويمن العمرتي
ربما طنجة في حاجة إلى قراءة ثانية؟، تهم جانبها المعنوي والمادي معا، لأن القراءة الأولى تبدو غير واضحة، ومن يرغب في فهم طنجة قد لا تكفيه قراءة واحدة، وقد يحتاج إلى قراءة ثانية وثالثة، ولا عيب في ذلك إذا كان الهدف هو مراجعة بعض الأخطاء، وتحقيق قراءة جيدة، تصل إلى أسماع الجميع، وتستفيد منها المدينة أولا وأخيرا.
لكن هل طنجة فعلا في حاجة إلى أي قراءة كانت أولى أو ثانية؟، بعدما لم تنفعها هذه القراءة في الحفاظ على هويتها وحماية رصيدها التاريخي والأثري، وظلت ضحية اعتماد كل مسؤول قراءته الخاصة، في غياب قراءة شمولية لرؤيتها المستقبلية، غير خاضعة لتأثيرات القراءة الانتخابية المرحلية، ولا لتوجيهات القراءة الإدارية الأحادية.
لو كان تدبير شؤون المدينة، يتم وفق قراءة حقيقية لما يجري بها في السر والعلن، وانطلاقا من معطيات واقعية لنتاج مختلف محطات تسييرها على امتداد سنوات طويلة مضت، لكانت الدعوة إلى قراءة ثانية تسبقها محاسبة أصحاب القراءة الأولى، ولكان تعدد القراءات يصب في مصلحة المدينة، ويكون فرصة للتنافس فيما بينها لتنزيل أفضلها، دون تمييع، مع تثمين كل مجهود يستحق الثناء، والجهر بالحق بلا نفاق من أجل رفض كل قراءة لا تستجيب لانتظارات الساكنة.
طنجة اليوم، تجد فيها الوالي يطلب من العمدة قراءة ثانية في ميزانية تدبير المدينة، كما تجد العمدة يطلب من الوالي قراءة بلاغ فريقه الحزبي لمباشرة اختصاصاته من وراء حجاب، فيما السكان يطلبون من الوالي والعمدة قراءة واحدة باسم طنجة فقط، دون أي خلفيات أو حسابات، ومن لا يقدر على ذلك عليه قراءة بيان الاعتذار والانسحاب، فالمدينة تستحق قراءة أفضل لواقعها، ولن تنفعها قراءات التهديد وتبادل القصف، التي قد تنال إعجاب الكثير من “المتفرجين”، وتحرك عاطفة بعض “المناضلين”، وتساهم في رفع أرصدة العديد من “المتملقين”، وفي هذه الحالة سيتواصل مسلسل الضياع، ولن يتبقى أمام أهل المدينة سوى قراءة اللطيف..