
طنجاوي
في سيناريو مفضوح و رديئ، لم يكن من اللائق توريط الوزير نجيب بوليف فيه، قررت مقاطعة مغوغة تنظيم ندوة صحفية مساء يومه الجمعة، بحضور الوزير نفسه، لعرض مضامين الحملة التحسيسية حول السلامة الطرقية، التي ستنظمها المقاطعة في الفترة ما بين 12 و19 غشت الجاري.
من الممكن أن يتغاضى المرء عن خلفيات تحديد مقاطعة مغوغة هذا التوقيت بالضبط لتنظيم حملة حول السلامة الطرقية، الذي يسبق بأيام تاريخ انطلاق حملة الانتخابات البرلمانية المقرر إجراؤها يوم 7 أكتوبر المقبل، والحال أن هذا القطاع يدخل ضمن اختصاصات وزارة نجيب بوليف، الذي ليس إلا وكيل لائحة حزب العدالة والتنمية بطنجة.
علما أن الحملة التحسيسية، كانت ستؤدي أهدافها، لو كانت خلال الموسم الدراسي، وأن يتم إشراك المؤسسات التعليمية، ما دامت الحملة تستهدف المجال الترابي لمقاطعة مغوغة.
لكن أن يعمد رئيس المقاطعة إلى دعوة الوزير نجيب بوليف ليترأس إلى جانبه الندوة الصحفية، عوض رئيس اللجنة الوطنية للوقاية من حوادث السير، فالأمر يدخل في سياق حملة انتخابية سابقة لأوانها، الهدف منها تلميع صورة بوليف تحضيرا لمعركة الانتخابات، في استغلال بشع لمؤسسة منتخبة، وبتمويل من المال العام، وهذا تقليل من قيمة الوزير بوليف، وحشره في زاوية ضيقة، ما كان له أن يحشر نفسه فيها.
الموقف المتهافت للوزير بوليف، ولرئيس مقاطعة مغوغة، محمد بوزيدان، خلف استياء كبيرا في صفوف الفاعلين المدنيين بالمدينة، الذين رأوا في هاته السابقة استغلالا سياسويا لمؤسسات دوستورية، ووضع رهن إشارة القائمين عليها لتسويق صورتهم انتخابيا.
حسن الحداد الفاعل المدني بطنجة، أكد في تصريح لموقع “طنجاوي”، أن سابقة الوزير بوليف ورئيس مقاطعة مغوغة، تدخل في إطار استغلال للنفوذ و للأغلبية التي تعرفها المقاطعة والجماعة بطنجة، فهاته الحملة لا تستدعي حضور الوزير الوصي على القطاع، بل كان من الممكن الاكتفاء بمدير أو مسؤول عن اللجنة الوطنية للوقاية من حوادث السير.
واستدل حسن الحداد بما حدث في الأيام الدراسية التشاركية التي نظمتها جماعة طنجة حول العمل الجماعي، التي نظمت في وقت سابق من هاته السنة، عرفت مشاركة مسؤولة من الوزارة فقط، وغاب الوزير، علما أن النشاط كان منظما من طرف مجلس المدينة، فكيف يسمح الوزير لنفسه بحضور ندوة صحفية لتقديم مضامين حملة تحسيسية بتراب مقاطعة، ستهم مجموعة من الإحياء الشعبية، (حومة الشوك، حومة البولينات…) حتى السير والجولان بها له خصوصيته، ومع ذلك يصر الوزير على الحضور!…
وختم الحداد تصريحه بالقول أن المسؤول الحقيقي هو من ينأى بنفسه عن التورط في شبهة استغلال مؤسسات الدولة والمال العام، لتسويق نفسه انتخابيا، فكيف الحال بمسؤول لا يتردد في وضع مؤسسة منتخبة، وقطاع حكومي رهن إشارته لخدمة طموحاته الانتخابية!…