
طنجاوي – إنصاف المغنوجي
في الوقت الذي لم يتردد نبيل بن عبد الله، وزير الإسكان وسياسة المدينة، في الإعلان عن طنجة مدينة بدون صفيح، خلال افتتاحه لمعرض البناء قبل شهر، لازال العشرات من الأسر يقطنون بالقرب من مقبرة سيدي بوعبيد، بقلب المدينة، في ظروف صادمة، تعري زيف الادعاءات الحكومية..
بهذا الباطيو المجاور لضريح سيدي بوعراقية، عائلات تحيى في بيئة حاضنة لمختلف أنواع الأوبئة والأمراض، حيث الأحلام الفارغة، والبطون الخاوية…
أسر تقتطع لنفسها بضع أمتار، فضاءً يقيهم من التشرد، أقاموا لأنفسهم بيوتا من صفيح وطين، لا تنفعهم صيفا و لا شتاء..
إذ رغم “التحصينات” التي يقومون بها بين الفينة والأخرى، فإنها لم تحل دون تسرب المياه ل”براريكهم”، التي غمرت كل زواياها، بما في ذلك الأسقف الخشبية، حتى صار قاطنو هذا الباطيو خبراء في ابتكار طرق بدائية يصدون بها زخات المطر، وموجات الحر الشديد..
موقعهم بجوار مقبرة سيدي بوعبيد يجعلهم معرضين لاعتداءات المتسكعين، والمنحرفين، وقطاع الطرق، الذي ينافسونهم على الاستيطان بهذا الباطيو..
المؤلم في الأمر أن كل ذلك يحدث على بضع خطوات من أحد أرقى الأحياء بالمدينة، إيبريا، ومن أفخم العمارات والإقامات السكنية…
كل ذلك يحدث في زمن طنجة الكبرى مع كامل الأسى والأسف…
موقع “طنجاوي” قام بزيارة هاته العائلات المنكوبة، ونقل لكم حجم المأساة بالصوت والصورة من خلال الروبرتاج التالي: