
أشاد محمد العسري، المناضل الحقوقي بطنجة والمهتم بشؤون الهجرة والمهاجرين، بالمغرب باعتباره أول دولة تبادر إلى تسوية وضعية المهاجرين الأفارقة القادمين من جنوب الصحراء بطريقة غير شرعية، وصل عددهم حوالي 25 ألف شخص، حيث اعتبره موقفا نموذجيا وأخلاقيا. جاء ذلك في الندوة الشهرية التي عقدتها المنظمة المغربية للإعلام الجديد، أمس الخميس بمقر غرفة التجارة والصناعة والخدمات بطنجة، والتي تزامنت مع اليوم العالمي للمهاجر الذي يصادف 18 دجنبر من كل سنة.

واستعرض محمد النشناش، الذي أسهم خلال سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي في استقبال المهاجرين الذين كانوا يمرون بأوضاع صعبة، وتعاونت معه إذاعة طنجة حيث خصصت لهذه الفئة استوديو بالجزيرة الخضراء، -استعرض- تاريخ الهجرة بالمغرب، حيث عرف المغرب تدفق الأروبيين عليه منذ عهد توقيع صك الحماية، حتى أصبح الأروبيون يمثلون نصف مليون من ساكنة المغرب، وطنجة لوحدها كانت تضم أزيد من 50 ألف أجنبي من كل الأطياف والجنسيات، وهو ما يفسر تسمية العديد من الشوارع والأحياء بمسميات دول أجنبية.
وتطرق النشناش، في الندوة التي حملت عنوان “الحقوق والواجبات بين المواطن والمهاجر”، إلى مجموعة من التحديات التي كانت تواجه المهاجر الإفريقي، والتي أصبحت متجاوزة في وقتنا الحاضر، حيث كان يُمنع على الإفريقية الحامل أن تستفيد من خدمات التطبيب، الان جميع الأفارقة يستفيدون من الخدمات الصحية كغيرهم من المواطنين المغاربة، أما عملية الإدماج داخل المجتمع فقد اعتبرها النشناش عملية صعبة ومعقدة، نظرا لتباين اللغة والعادات والتقاليد، ما يعزز الهوة بين المواطن المغربي والمهاجر الإفريقي، غير أن المغرب فتح الباب لـ 25 جمعية خاصة بالأفارقة ومعترف بها من طرف السلطات، ولا يزال المغرب يبحث عن آليات ووسائل تساهم في إدماج هؤلاء الأفارقة مع نظرائهم المغاربة.
وتفاءلت الإعلامية أمينة السوسي بالغد، معتبرة أن المغرب بلد مضياف يستقبل الغريب في أبهى حلة، ويضع في حسبانه أن هذا المهاجر قد اختار هذا البلد بالضبط، وسعى للعيش فيه، هربا من الحروب والمجاعة والفقر، وبحثا عن حياة مستقرة، لن يخذله المغاربة باسم الإنسانية.