فضيحة.. رئيس مقاطعة مغوغة يستغل نفوذه للإنتقام وقطع أرزاق المواطنين

محمد العمراني

بات مؤكدا أن محمد بوزيدان، رئيس مقاطعة مغوغة، انقلب 180 درجة على شعار “التعاطي مع مصالح وقضايا المواطنين بشفافية دون تمييز أو انتقام”، الذي رفعه يوم انتخابه رئيسا،  وأصبح يوظف موقعه ونفوذه من أجل الانتقام وتصفية الحساب مع كل من لا ينتمي لعشيرته السياسية، في سلوك يدفعك إلى الإشفاق على هذا المسؤول بسبب المآل الذي انتهى إليه.

السيد بوزيدان وفي استغلال خطير لسلطاته، قرر إغلاق محل كائن بزقاق ضيق في حي فيلا فيستا، يستغله مالكه كوكالة عمومية، تتوفر على ترخيص قانوني منذ 2014، فقط لإرضاء أحد كبار موظفي المقاطعة التي يرأسها، ولإسداء خدمة لمالك وكالة عمومية أخرى مجاورة، يبدو أن مداخيله تضررت من المنافسة.

وقبل مناقشة حيثيات قرار السي بوزيدان، دعونا نكشف خبايا مالك الوكالة الذي انتصر له الرئيس، و قرر لأجله حرمان مواطن مسالم من رزق يومه.

فزوجة مالك الوكالة ليست إلا موظفة لدى قائد المحلقة الإدارية العاشرة، التي يخضع حي فيلا فيستا لنفوذها الترابي، والجميع يعرف أنها تستغل نفوذها لإجبار المواطنين على الذهاب إلى وكالة زوجها كشرط لقضاء أغراضهم الإدارية، كما أنها تتمتع بدعم غير مشروط من أحد كبار الموظفين المقربين من بوزيدان. الأفظع من ذلك، هو أن شقيق مالك الوكالة يشتغل عون سلطة بذات الملحقة الإدارية، وجميعهم يتعاطفون مع مصباح بوزيدان.

السي بوزيدان الذي تعسف على مواطن مغلوب على أمره، منتشيا بجبروته وتسلطه،  بإغلاق محل يقع في زقاق ضيق بحي فيلا فيسطا، كان في حاجة إلى تعليل للتغطية على انتقامه وظلمه، ولذلك أشهر سلاح دفتر التحملات الخاص بالشركة المغربية للهندسة والسياحة (خليج طنجة)،  والذي يمنع مزاولة أنشطة تجارية بهذا الحي باستثناء المركز التجاري المتواجد بالحي!..

يا سلام على هذا الحرص في تطبيق القانون سيدي الرئيس المحترم جدا.

لن نذكرك بعجزك عن تطبيق القانون في حق الكثير من المحلات، التي تلحق ضررا بالغا بصحة المواطنين، رغم توصلك بالعشرات من الشكايات، فهذا موضوع أخر سيحين وقته.

طيب لنفترض أن هذا التعليل الذي سقته لتبرير قرار الإغلاق صحيحا، فلماذا تدخلت أنت بنفسك في المرحلة الانتدابية السابقة لصالح محل لبيع النظارات “medical optique“، وملبنة “أورمة” بالحي المذكور والذي يخضع لنفس الشروط، سأعفيك من الجواب، لأنهما ببساطة ينتميان لعشيرتك السياسية.

ثانيا: إذا كنت فعلا مقتنعا بجدية التعليل الذي دفعت به لقطع رزق هذا المواطن المغلوب على أمره، ولا يتوفر على سند يجعله في منأى من جورك وطغيانك، لماذا تغمض عينك عن فيلات بالحي المذكور وقد تحولت إلى مدارس خصوصية؟، وأتحداك أن تفعل ذلك لأنك أضعف بكثير من الوقوف في وجه هؤلاء.

ثالثا: أما المركز التجاري الذي تعللت بكونه المبنى الوحيد المخصص لممارسة الأنشطة التجارية، فأتحداك للمرة الثانية أن تكشف للمواطنين ما إذا كان يحترم التصميم الأصلي، بل هناك العديد من المحلات التجارية والمطاعم تم فتحها بطريقة غير قانونية ويحتلون الرصيف في حي فيلا فيستا الراقي، والذي استيقظ ضميرك مؤخرا للحفاظ على جماليته.

وغير بعيد عن فندق سيزار على كورنيش المدينة تجري الاستعدادات الأخيرة إلى افتتاح مطعم شهير كانت في الأصل فيلا، وتدخل ضمن حي فيلا فيستا، وأتحداك مرة أخرى أن تتجرأ على توقيع قرار وقف الأشغال، لأنه يخالف دفتر تحملات شركة “خليج طنجة”، بل أجزم أنك ستكون من المدعويين في حفل الافتتاح…

أما عن المقهى الشهيرة بذات الحي، والتي تحولت في عهدك إلى وكر لتعاطي الشيشة، فإنك لم ولن تمتلك الجرأة لاتخاذ قرار سحب الرخصة رغم الشكايات العديدة التي توصلت بها من طرف الساكنة، لأنك تعلم جيدا أن مدى النفوذ الذي يتمتع به المسير الجديد للمقهى، فأين اختفى حرصك على حماية حقوق المواطنين السيد بوزيدان؟..

السيد الرئيس المحترم،

هل تنعم بالراحة، وتنام مطمئنا مرتاح الضمير، وأنت تعلم أن يداك متورطة في اقتراف جريمة حرمان مواطن مغلوب على أمره من قوت عياله؟..

من حقك أن تنتصر لأبناء عشيرتك السياسية ومواليك، لكن رجاء ليس على حساب قوت المواطنين.

أخيرا أود تذكيركم بأبيات شعر نظمها الإمام علي كرم الله وجهه، لعلها توقظ ضميرك الذي استحلى النفوذ والجبروت.

لاتطمئن إذا ما كنت مقتدرا          فالظلم مرتعه يفضي إلى الندم

تنام عينك والمظلوم منتبه           يدعو عليك وعين الله لم تنم