مجتمع

الغدر والخيانة لن يزيدا المغرب إلا شموخا وكبرياء

الخميس 14 يونيو 2018 - 13:45

الغدر والخيانة لن يزيدا المغرب إلا شموخا وكبرياء

محمد العمراني

من حسنات ترشيح المغرب لاستضافة مونديال 2026، رغم ما آلت إليه نتيجة التصويت، أنه ساهم في إحداث فرز حقيقي بين جبهة الوفاء لرابطة الدين ووحدة المصير، و معسكر الغدر و الخيانة والانبطاح.

بالأمس في موسكو، اكتشف الشعب المغربي، في الموقف البطولي لفلسطين والجزائر، وتونس، وليبيا، ومورطانيا، ومصر، وعمان، والسودان، وسوريا، واليمن، وجيبوتي، المعنى الحقيقي للكرامة، وعزة النفس، وفخر الانتماء.. وبموسكو أيضا سقط القناع عمن تجري الخيانة في دمائهم، اللاهثين وراء سيدهم ترامب، خانعين طائعين..

التصويت على البلد المستضيف لمونديال 2026 سيظل موشوما في ذاكرة الشعوب العربية والإسلامية، يكفي أنه اليوم الذي استفاق فيه العرب والمسلمون على صدمة ولي عهد خادم الحرمين وقد أصبح عبدا ذليلا مطيعا للشيطان الأكبر، متفانيا في تنفيذ أوامره؟!.

و لذك لم يفوت رئيس لجنة ترشيح الملف الأمريكي، وهو يحتفل بالفوز، دون أن يشيد بالدور الكبير الذي لعبته السعودية في سبيل تمكين بلاده من شرف استضافة مونديال 2026، بل إن الرجل لم يخف دهشته من حماسة بلد الحرمين في الدفاع باستماتة وشراسة فاقت كل التوقعات..

كان بإمكان المغاربة أن يتفهموا تصويت السعودية على الملف الأمريكي، لارتباط مصالحها العليا مع بلاد العام سام، لكن أن تتحول إلى سيف لتوجيه الطعنات من الخلف إلى بلد كانت تعتبره شقيقا، ولم يبخل يوما في الوقوف إلى جانبها، والدفاع عن أمنها واستقرارها، مضحيا بدماء أبنائه الزكية، و أن تشن حملة شعواء ضد ترشيحه، وأن تبذل قصارى جهدها في استقطاب الأصوات لصالح ملف سيدها، مستعملة نفوذها المالي والسياسي، فهذا ليس له من وصف إلا قمة النذالة والخسة والحقارة..

كم كان الملك محمد السادس ذو بصيرة، عندما كان يقاطع القمم العربية، ويرفض استضافتها، بعد أن حولها الخونة وضعاف النفوس إلى ملتقيات لبث الشقاق والتآمر على من يتقاسمون معهم وحدة الجغرافية و الهوية، تنفيذا لإملاءات أسيادهم..

كم كان ملك البلاد حكيما عندما راهن على العمق الإفريقي، رافعا شعار “أفريقيا هي المستقبل”، وهاهي القارة الأفريقية ترد التحية بأحسن منها، و احتضنت حلمنا، حلم قارة بأكملها…

كم هم واهمون هؤلاء الخونة، فطعناتهم الغادرة لن تزيد المغرب إلى شموخا وعزة وكبرياء..