
محمد كويمن العمارتي*
مرة أخرى، تعود نفس علامة الاستفهام، لتطل على علاقة الوالي بالعمدة، أو علاقة العمدة بالوالي، ففي كل الأحوال تبقى تلك العلاقة في حد ذاتها حائرة بينهما، ما بين تحديد طبيعتها ونوعيتها، ليس الشخصية، فذلك يتعلق بهما فقط، بل من موقع مسؤولية كل طرف، وإن كانا يتبادلان رسائل الود بينهما في كثير من المناسبات، ولو عن بعد، خاصة من جانب العمدة، أما الوالي فقليلا جدا ما يتحدث عن العمدة، لكن هذا الأخير حين يذكر الوالي، فلا يتردد في جرد خصاله الحميدة، وآخر مرة ذكر الوالي أمام الملأ وصفه بولي الله، باعتبار أن له قدرة خارقة في العمل، لكنه لا يأكل كثيرا، وقد تكون هذه من بين نقط الخلاف بينهما، التي تجعل من لقاءاتهما على رؤوس الأصابع، وإن كانت العبرة بالنتائج في تقييم حصيلة كل طرف..
وصار يبدو عاديا أن يقوم الوالي بزيارة لعدد من أحياء المدينة، قصد الاطلاع على شكايات ساكنتها، كما حدث مؤخرا بحي الخرب، حين راسل سكان هذا الحي الوالي، وبادر هذا الأخير إلى زيارتهم والوقوف بعين المكان على مطالبهم الآنية، في غياب رئيس الجماعة ورئيس المقاطعة، علما أن هذا الملف ظل مطروحا على مكتبيهما منذ مدة، ضمن الإشكاليات التي تواجههما مع المناطق المضافة على المدار الحضري للمدينة، فهل المجالس المنتخبة أصبحت عاجزة عن توفير الحلول وبالأحرى تنفيذها على أرض الواقع؟، خاصة وأن العديد من الشكايات أضحت تحال على الولاية بطلب من الجماعة، عوض أن يناقشها العمدة مع الوالي في إطار تشاركي، كما يحاول تسويق ذلك في أحاديثه عن علاقة الجماعة بالولاية، وقد تكون هناك حسابات أخرى لا يعلمها إلا أولياء الله..
ولعل علاقة الوالي بالعمدة، مرت بمحطات مختلفة، وفي كل مرة كان يغلب عليها طابع الفتور، الذي بصم أيضا الفترة الأخيرة، خلال رفض الجماعة مسطرة الولاية بخصوص إغلاق مدرسة الفطرة، وقيام الولاية بإطلاق صفقة للإنارة العمومية دون إخبار الجماعة، وحضور الوالي حفل الافتتاح الرسمي للمهرجان الوطني للفيلم دون انتظار العمدة، لكن كل هذا قد لا يثير اهتمام سكان المدينة، بقدر اهتمامهم بقدرة الوالي على حل بعض مشاكلهم بعيدا عن وعود المنتخبين، فيما الجماعة تواصل إعداد برنامج عملها من أجل تحديد أولا علاقة المجلس بأعضائه قبل أي علاقة أخرى يرى البعض ظرفيتها غير مناسبة، ويتحينون الفرص لرد الاعتبار، لكن آخرون يتمنون فقط ما هو لصالح هذه المدينة دون اعتبارات أخرى عابرة..
*عن أسبوعية “لاكرونيك”