
طنجاوي – يوسف الحايك
ما أشبه هذه المنعرجات الوعرة، بحياته، وما أقرب هذه الأشجار العطشى وهي تقاوم وتأبى في شموخ أن تذبل وتموت إلى كبريائه وعزة نفسه.
هنا، منطقة بني حسان، ضواحي تطوان، غير بعيد على ضفاف هذا النهر المتدفق، يعيش با العربي وحيدا في هذا البيت أو على الأصح ما تبقى من أطلاله، يقلب صفحات من كتاب حياته التي استحالت حزنا على ماض ولَّى، وشكوى من جسد أنهكه المرض.
وهو يحبس دموعه، لا يخفي با العربي معاناته مع المرض الذي ألم به، وكيف حال المال بينه وبين العلاج وفي الأمل بأن يستعيد خطواته وقد خانته قدمه، ليستعيض عنها بعكاز.
ورغم وطأة الألم وبابتسامة أمل وعرفان يتطلع با العربي لجاره الذي لا يتردد في اقتطاع بعض من وقته لزيارته والاطمئنان عليه، كحال بعض من الجيران.
يصر با العربي، على التمسك بتلابيب الحياة، وعينه ترنو إلى أفق أرحب ينتشله من العزلة وضنك العيش، على أمل في أن يستعيد عافيته للرجوع إلى أرض سكنت حبات ترابها قلبه حبا وشغفا.
طاقم “طنجاوي” زار بالعربي واعد هذا التقرير: