
طنجاوي
التطورات المتسارعة التي يعرفها إقليم الحسيمة، منذ الزيارة التي قام بها وزير الداخلية عبد الوافي لفتيت، تؤكد أن ساكنة المنطقة اكتشفت حقيقة مخططات الزعيم الكرتوني، ناصر الزفزافي، الذي كان يصر على تنصيب نفسه قائدا للحراك، بتمويل من جهات أجنبية معادية للمغرب.
لقد بدا واضحا أن شروع الدولة في التجاوب مع المطالب المشروعة للساكنة أفقد صواب الزفزافي، الذي كان رهانه الأول والأخير الإبقاء على الاحتجاجات لأطول فترة ممكنة، تنفيذا لتعلميات أسيادة الممولين، ولذلك جن جنونه عندما لمس على أرض الواقع عودة الثقة بين الإدارة الترابية والمواطنين.
القائد الورقي، الذي لم يصدق أن أوهام الزعامة قد تبخرت، بعدما تفطن المواطنون لحقيقته، أراد أن يثبت للجميع أن ساكنة الريف تحت إمرته وتنصاع لأوامره، فدعا إلى تنظيم مسيرة احتجاجية، يوم الجمعة المنصرم، بأولاد أمغار بإقليم الدريوش، لكنه تلقى صفعة مؤلمة من طرف أبناء المنطقة، الذين تجاهلوا دعوته للخروج، بل أجبروه على إلمغادرة، ليعود جارا ذيول الخيبة إلى جماعة إمزورن، حيث حاول استعادة المبادرة من جديد، وأراد تناول الكلمة أمام لجنة الحراك التي كانت بصدد صياغة مطالبها التي سترفعها إلى السلطات، لكن الصدمة كانت مزلزلة لما منع من تناول الكلمة، وهو الأمر الذي لم يتقبله، فاستعان ببعض مناصريه لأخذ الكلمة بالقوة، لكن شباب المنطقة بادروا إلى طردهم من الاجتماع، ليعودوا إلى مدينة الحسيمة مدحورين.
الزفزافي ورغم تلقيه لهاته الصفعات استحلى غيبوبته، وأصر من جديد على مغامراته الدونكيشوتية، ليقرر الدعوة إلى مسيرة جديدة بمدينة الحسيمة يومه الأحد، وكان الجواب الصريح من أبناء المدينة هو تجاهل دعوته، حيث لم يستجب لهلوساته سوى قلة قليلة، أغلبهم أطفال، قادهم الفضول لمعرفة ما يجري.
أمام هاته الخيبات، ونهجا منه لسياسة الهروب إلى الأمام، دعا إلى عقد تجمعين، الأول بحي كالابونيطا، والثاني بحي الباديسي، ليكون مصيرهما الفشل الذريع، إذ لم يلق أي تجاوب يذكر.
وللتغطية على هذا الرفض الشعبي، وكأي زعيم فقد رشده، ويصر على رفض مواجهة الحقيقة، وإرضاء لأحلام الزعامة التي استوطنت خلايا جسده، أوعز لبعض حوارييه بتحضير استقبالات له بالتمر و الحيلب، وكأنه رئيس دولة أو مسؤولا ساميا في زيارة رسمية!..

لم يعد هناك أي مجال للشك في كون ردود الفعل التي أقدم عليها هذا الزعيم الكرتوني تكشف العزلة القاسية التي بدأ يعيشها، وتؤكد بالدليل الملموس أنه صار أسيرا لأوهامه وتخيلاته، التي بدأت تتهاوي يوما بعد آخر، حيث بات مصيره مصير أولئك الذين باعوا أوطانهم، وإن غدا لناظره قريب.