الصحراء أوريخينال
الصحراء أوريخينال في خضم الدينامية التي تعرفها قضية الصحراء المغربية، ومع تزايد الدعم الدولي للمبادرة المغربية للحكم الذاتي، تقترب هذه القضية من طي صفحتها نهائيًا، وهو ما يفتح الباب أمام مرحلة جديدة تتعلق بتنزيل هذه المبادرة على أرض الواقع، وفق رؤية مؤسساتية طموحة.
وتتجه الأنظار في هذا السياق إلى الهيكلة المؤسساتية المرتقبة للحكم الذاتي، وفي مقدمتها تشكيل البرلمان الجهوي، الذي يُرتقب أن يشكل واجهة ديمقراطية تمثّل إرادة سكان الأقاليم الجنوبية، وتجسد مبدأ التمثيلية الموسعة ضمن مشروع الحكم الذاتي.
مصادر مطلعة أفادت أن مقر مجلس جهة العيون الساقية الحمراء يُعد من أبرز الخيارات المطروحة لاحتضان هذا البرلمان. ويستند هذا الترشيح إلى مجموعة من المعطيات، أبرزها رمزية المدينة، وموقع المجلس الاستراتيجي على شارع محج محمد السادس، فضلًا عن طابعه المعماري الذي يحاكي مقر البرلمان الوطني بالرباط.
ويتجاوز تميز هذا المقر جانبه الشكلي، ليشمل بنيته الداخلية العصرية، حيث يضم قاعة اجتماعات دائرية قادرة على استيعاب تمثيلية موسعة تضم المنتخبين عن ساكنة الصحراء، وممثلي الجماعات الترابية، والغرف المهنية، والنقابات، إضافة إلى تمثيليات النساء والشباب ومؤسسة شيوخ القبائل، ما يعزز من شمولية التمثيل السياسي في هذه التجربة.
ويُنظر إلى هذا المشروع كخطوة استشرافية تحمل طابعًا مؤسساتيًا، تستلهم التجربة البرلمانية المغربية، وتقدم نموذجًا ديمقراطيًا جهويا قد يشكل بديلاً جذابًا لساكنة مخيمات تندوف، من خلال عرض تجربة قائمة على الشرعية الانتخابية والتمثيلية الشاملة.
في المقابل، يُرتقب أن تضطلع مدينة الداخلة بدور اقتصادي محوري في إطار المبادرة، من خلال اعتماد رؤية تنموية شاملة ترتكز على المقاربة الأطلسية والمينائية، وتضع الصحراء المغربية في قلب دينامية التعاون الاقتصادي الإفريقي.
كما لم تُستبعد إمكانية إلقاء جلالة الملك خطابًا سنويًا في افتتاح البرلمان الجهوي، على غرار افتتاح البرلمان الوطني، في خطوة من شأنها تعزيز الرمزية السيادية لهذا الكيان المؤسساتي، ومنحه إشعاعًا سياسيًا ودوليًا أكبر.