مجتمع

من علامات الساعة.. الحمامي يتزعم مظاهرة للمطالبة بملعب القرب!.

السبت 6 يوليو 2019 - 10:48

من علامات الساعة.. الحمامي يتزعم مظاهرة للمطالبة بملعب القرب!.

محمد العمراني 

يبدو ان بعض الكائنات الانتخابية، التي اقترنت فترة تدبيرها لشؤون مدينة طنجة بفساد وفوضى عارمتين على مختلف المستويات، وقطاع التعمير تحديدا، قد اكتشفت متأخرا أن النضال مع الجماهير يمكن ان يكون بوابة لربح الاصوات، بعدما تأكد لها أن المال لم يعد مجديا وضامنا للفوز.

وفي مقدمة هاته الكائنات التي استفاقت على حالة وعي متأخر، وقررت اقتحام مجال النضال مع الجماهير، نجد محمد الحمامي، الرئيس السابق لمقاطعة بني مكادة، الذي اكتسب شهرة لا تضاهى، بعد ان حول مكتبه الى مصنع لتفريخ رخص البناء في المناطق العشوائية، حتى صارت ماركة مسجلة بإسمه: “الرخصة الحمامية”..

اعترف اني أصبت بالذهول الممزوج بالغثيان وانا أتابع تصريحات الحمامي وهو يتصدر احتجاجات بعض من ساكنة مقاطعة بني مكادة ( حومة بير الغازي) المطالبة بالابقاء على ملعب للقرب في المكان الذي تم تحديده اول الامر، قبل ان يتبين استحالة إنجازه لكون الوعاء العقاري المرصود له هو ملك لوزارة الاوقاف، وانه موضوع رخصة لاحداث تجزئة سكنية بشراكة مع امحمد الحميدي، منعش عقاري وعضو بمجلس جماعة طنجة، ليتم تحديد موقع آخر لإنجاز الملعب.

لم أصدق عيني و انا اشاهد المناضل المغوار محمد الحمامي، وهو يطالب زميله الحميدي بالابقاء على ملعب القرب في مكانه، حتى خلت الرئيس الحمامي مناضلا أفنى حياته في الدفاع عن مصالح الساكنة، وانه كرس العشر سنوات التي قضاها على رأس المقاطعة لخدمة الجماهير، زاهدا في متاع الدنيا، وان الرجل خرج من مكتبه كما دخل اول مرة سنة 2003، ذلك الشخص الذي بالكاد يمتلك سيارة مهترئة، ومنزلا متواضعا!!!…

وأمام “سنطيحة” الحمامي التي تضاهي في صلابتها الحديد الصلب، وبعد أن صدق نفسه انه أصبح مناضلا جذريا لا يشق له غبار دون ان تعلو وجهه حمرة الخجل، بدا لي من الواجب أن اوجه له بعض أسئلة لعله يمتلك الجرأة للإجابة عنها:

لماذا لم يتحرك حسك النضالي تجاه ولاد الحومة عندما كنت رئيسا، لتدافع عنهم وتقلب الطاولة من أجل إنجاز ملعب القرب، وكان الامر حينها من اليسير جدا، أم انك كنت منشغلا بمهام أخرى، أهم بكثير من الحومة ومن مطالب ساكنتها؟

أين كنت آ “المناضل” الحمامي عندما كانت مئات الهكتارات من اراضي الجموع تتعرض للنهب الممنهج على يد مافيات البناء العشوائي، علما ان ساكنة بني مكادة تعرف ان اغلب زعماء هاته المافيا هم من معارفك المقربين؟..

أين كانت نضاليتك عندما كان البسطاء من سكان بني مكادة يتعرضون، مقابل الحصول على رخصتك “الحمامية”، لأبشع أنواع الكريساج، وهم مقهورون لاحول لهم ولاقوة، خانعون خاضعون مسلوبو الارادة؟!.

أم انك كنت مشغولا بتقديم “يد العون” للدولة إبان تظاهرات 20 فبراير، وهي الاسطوانة التي تعشق ان تتباهى بها امام اتباعك وحوارييك!…

ماذا لو كانت رخصة التجزئة السكنية من الماركة الحمامية، هل كنت ستتجرأ لتعبئة المواطنين ودفعهم للاحتجاج؟..

أين كانت نضاليتك عندما كان مصنع مكتبك يفرخ الرخص فوق جميع انواع التضاريس (سهلا، جبلا، كدية، نهرا، مرجة..)، ولم ينج من توقيعاتك إلا البحر؟..

ام تراك كنت مهتما ومنهمكا ومنشغلا بتنمية املاكك العقارية وأرصدتك البنكية؟!..

اين اختفيت منذ هزيمتك المدوية سنة 2015، ولماذا لم تتجرا على دعوة المواطنين للاحتجاج على خلفك الرئيس خيي، الذي رفض تلبية المطالب المشروعة لساكنة العديد من الأحياء لحسابات سياسية وانتقامية؟..

أم انك تخاف تهديدات الاخوان بكشف ارشيفك التدبيري للعشر سنوات التي قضيتها رئيسا لمجلس المقاطعة، ولذلك اكتفيت بلعب دور معارضة مسرحية، لكن بإخراج بليد ومقرف؟!..

سي الحمامي، لعل اجمل ما في”ثورتك” المتأخرة، هي انها كشفت تحالفك الموضوعي مع حزب العدالة والتنمية ومع خيي الذي يبدو أنك حريص على عدم إغضابه او عصيان رغبانه وأوامره. فالإخوان هم من أشعلوا فتيل الاحتجاج، وهم من قاموا بسحب رخصة قانونية، لكن عندما تبين لهم ان القضاء سيصفعهم، وسيدينهم بغرامة ثقيلة، تراجعوا للخلف، واعترفوا بقانونية الرخصة، لكنك ابيت إلا ان تستغل الفرصة لتبرهن لهم على قدراتك ومؤهلاتك لتلعب دور المنفذ المطيع والخادم المخلص لأجندة حزب المصباح، رغم محاولتك “المفروشة” تقمص دور المعارض الصنديد!..

سي الحمامي، 
من عرفت فترة رئاسته استفحالا غير مسبوق للعشوائيات، ونهبا خطيرا لاراضي الجموع، ولعقارات محفظة، ومن اقترنت سنوات رئاسته بمصطلح “الكرمومة”، ومن بلع لسانه طيلة عشر سنوات قضاها في منصب الرئيس رغم كل جرائم النهب والسطو والفوضى التي كانت مستشرية بمجال نفوذه الترابي دون أن ينبس بكلمة واحدة، لا يمكن له ان يستقيظ ذات صباح، و يقرر فجاة وبدون مقدمات ان يتحول إلى مناضل يذرف دموع التضامن مع مطالب الساكنة، والحال انها ليست إلا دموع التماسيح، المتربصة بفريستها…

ما رأيك سي الحمامي، ان تترك النضال في سبيل ملعب القرب جانبا، وتتقاسم مع أبناء الحومة “نضالك” الحقيقي و تجربتك الرائدة والغير مسبوقة في اكتساب الثروة؟!..

ستسدي بالتأكيد خدمة جليلة لشباب بني مكادة، وعبرهم لشباب طنجة وباقي ارجاء الوطن، لو كشفت لهم كيف انتقلت من تاجر بسيط الى مليونير في أقل من عشر سنوات؟!..

من يدري، ربما قد تصير لهم قدوة، عندما تكشف لهم تقنيات وأسرار الاغتناء بأقل مجهود، ولربما تصبح حالتك نموذجا يدرس في أرقى المعاهد والمدارس المتخصصة في ” تحليل العلاقة بين صناديق الاقتراع والاغتناء الفاحش وما بينهما من انفصال واتصال!..”..
هزلت،
أوَ بعد هذا الذي نراه بطنجة لا زال البعض يبحث عن أسباب اكتساح حزب العدالة والتنمية لصناديق الاقتراع؟!!!..

رسالة لمن يراهن على مثل هاته النماذج:
انتظروا اكتساحا انتخابيا لحزب العدالة والتنمية بطنجة أعظم وأشد في 2021، والأيام بيننا..