
يتابع الرأي العام بمدينة طنجة، بقلق بالغ، مجريات متابعة الناشط الجمعوي، رشيد حيون، في حالة اعتقال، بتهمة إهانة وسب سعادة الأستاذ الزوفري، نائب محمد بوزيدان، رئيس مجلس مقاطعة مغوغة. مبعث القلق هو اسلوب الاستقواء واستعراض العضلات الذي لجأ إليه الأستاذ الزوفري وبعض قيادات حزب العدالة والتنمية، من أجل تهويل الوقائع وتضخيمها، وصل حد استغلال المشتكي مهنته كمحام للاستنجاد بالعشرات من زملائه طالبا منهم الدعم والمؤازرة، وكأن حيون “اعتدى” على الزوفري بصفته محاميا، والحال ان الواقعة جرت أطوارها بمبنى مجلس مقاطعة مغوغة، حيث الزوفري يتحمل مسؤولية سياسية باعتباره نائبا لرئيس مجلس المقاطعة عن حزب العدالة والتنمية. وبالرجوع إلى مجريات ما حدث، فإن الامر لا يعدو أن يكون احتكاكا عاديا يقع كل يوم وفى معظم الجماعات ومؤسسات الدولة، ويتم التعاطي معها بالكثير من الحكمة والتبصر. لكن يبدو أن حكام مغوغة مهووسون بعقلية التحكم والتسلط، لا يحق لأي صوت ان يتجرأ على الجهر بمعارضته لقراراتهم وأسلوب تدبيرهم لشؤون مجلس المقاطعة. وبغض النظر عن اتفاقنا من عدمه مع أسلوب رشيد حيون في التعاطي مع قضايا الشأن المحلي، فإن المتابعين لمآ يجري بتراب مقاطعة مغوغة يعرفون جيدا أنه يشكل شوكة في حلق حكام المقاطعة، وأنهم منذ مدة وهم يتربصون به، حاولوا عدة مرات وفشلوا، ولذلك عندما لاحت لهم الفرصة، انقضوا عليه كما تنقض الضباع على الشاة الشاردة. لابد من التنبيه هنا لامر مهم جدا، فهذا العبد الضعيف لا يطالب بمنح الحصانة للمشتكى به أو لغيره، لأن القانون يجب ان يسري على الجميع، لكن أقولها بصوت مرتفع، ما ارتكبه حيون لا يستحق ان يتابع في حالة اعتقال. من حق الزوفري ان يتابعه أمام القضاء إن شعر بكونه أهين خلال ممارسة مهامه كمنتخب، لكن من العار عليه وعلى بعض قيادات حزبه ان يلجأوا إلى أسلوب الاستقواء على رئيس جمعية يعرفون انه معزولا، و لا يستظل بأي غطاء سياسي، ولو كان كذلك لتم التعاطي مع الواقعة من منظور صراع بين الاحزاب، والذي لا يجب أخلاقيا تصفيته باللجوء إلى القضاء. من مكر الصدف، انه قبل تقديم الشكاية برشيد حيون بأيام، اهتزت إحدى المقاهي المعروفة بتراب مغوغة على واقعة اعتداء بالصفع، كان بطلها مستشار بحزب الأستاذ الزوفري، والضحية ايضا مستشار بذات التنظيم الحزبي، والسبب اتهام المعتدى عليه ب”التخابر” مع أحزاب اخري، وعندما قرر الضحية التوجه للقضاء، سارع قادة الحزب، وضمنهم الزوفري لطي الملف، واستعملو جميع أساليب “الرغيب” و”تنزال العار”، زاعمين ان ماحدث سيسيئ لصورة الحزب، وانه حرام ان يتم الزج ب “أخ كريم” فالسجن بسبب صفعة لحظة وسوسة شيطان، وفعلا تحقق المراد، وتم دفن الشكاية!. هاته الواقعة، تؤكد بما لا يدع مجالا للشك، عقلية الاستقواء التي تتحكم في قيادات حزب المصباح، إذ يحرصون أشد ما يكون الحرص على حماية مناضلهيم، وبقدر الحرص ذاته لا يترددون في الانتقام والتنكيل بمخالفيهم كلما سنحت لهم الفرصة لذلك، ولا يهمهم في شيئ ان يزجوا بهم في السجون، ما يهمهم هو إسكات الأصوات المخالفة بأي طريقة، ولو بالترهيب واستعراض العضلات. هنيئا لك أيها الزوفري وايها التراك ومعكما باقي القيادات بانتصاركم الساحق على المواطن رشيد حيون، ومن حقكم اليوم ان تصدحوا بعلو حناجركم مرددين شعار: “معكم ستصبح مغوغة أفضل”، وفي نفس الآن لكم أن تطلقوا عنان سياطكم لتأديب وتركيع من يتجرأ على فتح فمه لانتقاد حزبكم العتيد.