
طنجاوي
هل صار الريف مطية لكل الطامحين إلى لعب دور البطولة ولو كانت من ورق؟.. سؤال يفرض نقسه بإلحاح بعد الخرجات المتتالية لبعض الفاشلين مهنيا وسياسيا..
لقد سجل الجميع باندهاش واستغراب كبيرين، كيف بات أحد المنتسبين لمهنة المحاماة، التي تحضى بتقدير خاص لرسالتها النبيلة، يتسابق لإعطاء التصريحات الصحفية، كأي نجم يبحث عن الأضواء الخادعة، بل بلغ به التهافت نحو النجومية حد اختلاق الوقائع، ولي عنق الحقائق بغية تصدر العناوين الإخبارية.
إن من يحترم شرف مهنة المحاماة، عليه أن يعطي الدليل على احترام المؤسسات والقوانين، وعلى الإيمان بمبدأ دولة الحق والقانون.
كيف يسمح شخص، يدعي أنه من الساهرين على حماية القانون، لنفسه المطالبة باستخراج جثة وتشريحها، دون أن يمهل نفسه حتى فرصة الاطلاع على التقرير الطبي، بل أكثر من ذلك لم يتردد في النيل منً مصداقية ومهنية الأطباء المغاربة، عندما طالب بحضور مراقبين دوليين، متناسيا أنه بهكذا مطلب إنما يصدر حكم إدانة مسبق للمؤسسات، في خرق للقوانين التي نحتكم إليها جميعا.
المؤمن بسمو مبدأ الاحتكام إلى القضاء، حيث القانون هو الفيصل بين الجميع، عليه أولا أن يتعاطى مع ملفات موكليه من وجهة قانونية صرفة، والدفاع عنهم يمر بالدرجة الأولى عبر مناقشة الأدلة والوقائع، وليس اللعب على الحبال، مرة يحتكم إلى القانون، وعندما تعوزه الحجج والأدلة، يقفز على كل المساطر، ويتقمص دور المعارض السياسي، حيث يضع القانون جانبا، ويختار التهجم على المؤسسات، والتشكيك في كل شيئ، غير عابئ بتناقضات منطقه، وتهافت حججه، في ضرب لأصول وضوابط مهنة تحضى بالتقدير والاحترام.
إن ما يجري بإقليم الحسيمة يحتاج إلى العقلاء من أبناء هذا الوطن، الذين يضعون مصلحة بلادهم ومصالح الساكنة فوق أي اعتبار، فالوضع يحتاج إلى عقلاء يؤمنون بالاحتكام إلى القانون، وبدولة المؤسسات، لا إلى الباحثين عن النجومية الزائفة، المستعدين إلى الدوس على الجراح من أجل الإحساس بنشوة الانتصار على الفشل الذي لازمهم طيلة مسارهم المهني والسياسي.
لكل هؤلاء نقول لهم: اتقوا الله في وطنكم…