مجتمع

اتهامات وتبريرات وحسابات سياسية.. مأساة الطفلة جنات تحاكم الوضع الصحي بشفشاون

الإثنين 7 سبتمبر 2020 - 13:26

اتهامات وتبريرات وحسابات سياسية.. مأساة الطفلة جنات تحاكم الوضع الصحي بشفشاون

طنجاوي – يوسف الحايك

تتواصل ردود الفعل، والمواقف بشأن حادث وفاة الطفلة جنات بجماعة أمتار ضواحي إقليم شفشاون، يوم الجمعة الماضي.

تحقيق وجزاءات

وفي هذا السياق، طالب حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بشفشاون بـ”فتح تحقيق إداري وقضائي لتحديد المسؤوليات عن هذه المأساة، سيما وأن الطفلة لم تكن تحتاج إلا إسعافات أولية لانقاذ حياتها، داعيا إلى ترتيب الجزاءات الضرورية تكون عبرة لمنع تكرار الاهمال والعبث بأرواح المواطنين.

وأعربت الكتابة الاقليمية للحزب في بيان عن أسفها البالغ إزاء “التدهور المريع الذي عرفه قطاع الصحة العمومية بالاقليم في السنوات الأخيرة”.

ونبهت في إلى أن القطاع الصحي بالاقليم “بات في أزمة بنيوية عميقة نتيجة الخصاص الكبير في البنيات والأطر الطبية والتمريضية، الأمر الذي أدى إلى احتجاجات متتالية للمواطنين عبر تراب الاقليم وخاصة الوقفات الاحتجاجية بباب المستشفى الاقليمي قبل فترة الحجر والطوارئ الصحية”.

ودعت إلى التدخل العاجل لمعالجة الأوضاع المزرية لقطاع الصحة بالاقليم من حيث الموارد المادية والبشرية، ومعالجة اختلالات الحكامة التي تعرفها المنظومة الصحية وخاصة بالمستشفى الاقليمي الذي انهارت سمعته بشكل مريب سواء على مستوى الخدمات أو العناية اللازمة بالمرتفقين.

العسري: سهام حاقدة

من جهته، خرج المفضل العسري، رئيس جماعة أمتار للرد على الاتهامات التي واجهها في أعقاب الحادث.

وقال رئيس الجماعة عن حزب التجمع الوطني للأحرار إنه الحادث جرى “أثناء حضوره أشغال اجتماع بخصوص تنظيم عملية تنقل الطلبة من جماعة امتار إلى كلية مرتيل من أجل اجتياز إمتحانات الدورة الخريفية”.

وأكد أنه “لم يتلق أية مكالمة من اسرة الطفلة لاجل توفير سيارة الاسعاف، بل اتصل به خليفة القائد حوالي الساعة السابعة والنصف مساء يخبره ان طفلة تحتاج لسيارة الاسعاف مما جعله يأمر السائق الذي حل رفقة السيد الخليفة بالمستوصف بعد خمسة دقائق اي انه استجاب لطلبه في الحين عكس ما جاء على لسان بعض الفاعلين الجمعويين”.

وحمل العسري مسؤولية ما وقع للمسؤولين عن قطاع الصحة بالإقليم، مؤكدا أنه “مافتئ يدق ناقوس الخطر بالجماعة وكذا التقصير في تقديم الخدمات الصحية للمواطنين والحوامل مع الغياب التام للمداومة بالمستوصف”.

واتهم من وصفهم بـ”ذوي النوايا السيئة” بالاصطياد في الماء العكر، مستغلين بذلك فاجعة موت الطفلة البريئة لتوجيه سهامهم الحاقدة إلى رئيس الجماعة محملين اياه كافة المسؤولية رغم أنهم يعلمون علم اليقين ان مسؤولية الجماعة في هذا الباب محدودة”.

إهمال! 


في غضون ذلك، طالبت فعاليات من المجتمع المدني بالمنطقة عامل إقليم شفشاون والجهات المعنية بـ”فتح تحقيق في النازلة، ومحاسبة كل المقصرين في تقديم المساعدة الأزمة للطفلة”.

ودعت في بيان استنكاري توصل “طنجاوي” بنسخة منه إلى “استدعاء المدير الإقليمي للصحة ومساءلته عن عدم توفير المداومة وتواجد سيارة الاسعاف بمركز امتار حتى يتم تحديد المسؤوليات في هذا الإهمال الفظيع”.

وحملت رئيس الجماعة “المسؤولية المعنوية عما جري باعتباره ممثلا للساكنة ولأن من واجبه الحرص على توفر المستوصف وباقي المرافق على الخدمات الضرورية”.

كما أدانت بـ”شدة ما وصل إليه هذا الانهيار في منظومة الصحة بالإقليم و خاصة في العالم القروي”.

أمال: حالة حرجة

في المقابل، قال خالد أمال، المندوب الاقليمي لوزارة الصحة بشفشاون إن الطفلة وصلت إلى المركز الصحي حوالي الساعة الخامسة والنصف بعد الزوال، في حالة صحية حرجة.

وأضاف أمال في تصريح لـ”طنجاوي” أن الحادث تزامن مع خروج الممرضة العاملة بالمركز الصحي ضمن عملية للكشف عن فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19) بأمتار ضمن فريق طبي قادم من الجبهة، لافتا إلى أن العملية همت 81 مخالطا.

وأكد المسؤول ذاته أنه بعدما الاتصال بالأطر الصحية طالبوا بنقل الطفلة بتنسيق مع السلطات المحلية إلى الجبهة بحكم خطورة الحالة.

وشدد على أن هذا ما تم فعلا قبل أن تلفظ الطفلة أنفاسها الأخيرة في الطريق.

وأشار المتحدث نفسه إلى أنه ولسد الخصاص في الموارد البشرية الذي تعاني منه المنظومة الصحية فإنه يتم العمل وعلى غرار مختلف الأقاليم بنظام المداومة لما بعد ساعات العمل الرسمية الممتدة من 8.30 صباحا، إلى 16.30 بعد الزوال، حيث يتم الاتصال بالطبيب أو الممرض المداوم للتعامل مع الحالات الطارئة.

وتابع أنه في حال غياب الأطر الصحية الذي يكون مبررا برخص مرضية يتم تعويض الطبيب أو الممرض، أو نقل الحالات المستعجلة إلى أقرب مركز صحي أو مستشفى لتلقي العلاج.