
تعرف كل مداشر الصحراء ومدنها منذ مدة من إيفني شمالا إلى الداخلة جنوبا هجرة جماعية للشباب المعطل نحو جزيرة غويانا الفرنسية التي تعتبر أحد أقاليم ما وراء البحار تقع في أمريكا اللاتينية ولها حدود مع دولتي البرازيل وسورينام ، جزيرة فرنسية أصبحت اليوم وجهة العديد من الشباب الصحراوي خصوصا أن الرحلة إليها لا تحتاج لتأشيرة دخول لحامل جواز السفر المغربي ويعمد هذا الشباب للهجرة لهذه الجزيرة من أجل وضع طلبات اللجوء بإعتبارها مقاطعة فرنسية وبوابة نحو أوروبا في حالة قبول طلب اللجوء وذلك بحثا عن واقع أفضل في غياب تكافؤ الفرص وغياب العيش الكريم بإعتبار أن الأقاليم الجنوبية هي الأولى وطنيا من حيث معدلات البطالة وتنامي معدلات الفقر فيها ، وغياب مستقبل واضح للشباب الحالم بحياة أفضل ، عبر تبني مطالب أكثر راديكالية وهو ما يتبناه كل الشباب المهاجر نحو جزيرة غويانا الفرنسية لطلب اللجوء السياسي أو الإنساني هروبا من واقع البطالة والفقر والتهميش والإقصاء وهروبا من غياب عدالة إجتماعية ينعم فيها الجميع بتكافؤ الفرص بالأقاليم الجنوبية واقع جعلهم يطالبون بمطالب راديكالية في دول أخرى منها جزيرة غويانا المقاطعة الفرنسية بأمريكا اللاتينية مطالب يرفعها الشباب اليوم بهذه الجزيرة لقبول ملفات اللجوء التي قدموها للسلطات الغويانية هناك كسبيل نحو الحلم الأوروبي في حالة قبول ملفات لجوءهم وهو ما جعل العديد منهم منذ أيام يدخلون في معركة نضالية إستمرت أسابيع من الإعتصام المرفق بالمبيت أمام مقر السلطات في غويانا الفرنسية في ظروف لا إنسانية ومناخية صعبة وذلك للضغط على السلطات بهذه الجزيرة لقبول ملفات اللجوء التي تقدموا بها هناك بعد رحلة طويلة وشاقة هروبا من واقع إستحال مع العيش والتعايش بالصحراء في غياب كل مقومات العيش الكريم والعدالة الاجتماعية وإرتفاع كبير لمعدلات البطالة والفقر في غياب سياسات ناجعة من السلطات المختصة في الصحراء والمجالس المنتخبة بها لتحمل دورهم لإيجاد حلول ناجعة لوقف مسلسل الهجرة القسرية في صفوف الشباب وذلك إنسجاما مع توصيات الخطب الملكية التي ما فتأت تنادي دوما بخلق عدالة إجتماعية ترتكز أساسا على تكافؤ الفرص وبلورة سياسات ناجعة للتقليل من حدة البطالة والفقر بالأقاليم الجنوبية للمملكة المغربية