تعتبر بطائق الإنعاش الوطني أحد أهم الموارد المالية لساكنة المناطق الصحراوية، وذلك باعتماد الأغلبية من ساكنة المنطقة على رواتب الإنعاش كمدخول يساعد في تحسين الوضعية الذاتية، وقضاء بعض الحاجيات بشكل جزئي.

ومع ختام كل شهر تتجه الساكنة الصحراوية من الإقليم نحو إدارة تسلم الرواتب، إذ تشهد المدينة حينها منذ شروق شمس يوم الأداء حركية في وسائل النقل في اتجاه “مكازة الإنعاش”، ونشاطا كبيرا للبائعين المتجولين، فضلا عن إزدحام المرور في محيط مبنى “المكازة”.

بَيد أن هذا المشهد لا يخلو من تفسيرات كثيرة متعددة، أهمها أن مدينة العيون أصبحت منذ تزايد عدد المستفيدين من بطائق الإنعاش، لا تشهد اي حركية تجارية سوى بالتزامن مع إطلاق عملية إستخلاص المستفيدين لهذه البطائق، إذ تظهر المدينة في ما عدا ذلك بصورة نمطية لمختلف انواع النشاط التجاري، ضعيفة وهشة رغم البنيان وصور التنمية التي تتوزع بين مساحات خضراء ونافورات وبنايات عالية تخلو من السكان.

ورغم الزيادة المرتقبة في الرواتب الخاصة ببطائق الإنعاش، إلا أن ضغط مصاريف الحياة، وغياب بدائل مناسبة تجعل من أي زيادة غير كافية لسد الخصاص، خصوصا أن فئة الإنعاش الوطني تعتبر اكثر المتضررين من غلاء الأسعار،

وإضافة الى كون بطائق الإنعاش السبب الحقيقي لنشاط التجارة في نهاية كل شهر، فهي أيضا سبب في تواضع مستوى أداء شباب وساكنة الإقليم في الظهور بمستوى دور إيجابي داخل المجتمع، حيث يساهم الإعتماد على بطائق الإنعاش في الإتكال والاعتماد على راتب قد لا يستمر لساعتين بعد تسلمه.