
تعتبر لعبة “السيك” التقليدية من أكثر الهوايات التي تمارسها النساء في الأقاليم الجنوبية للمملكة، خاصة خلال شهر رمضان المبارك.
هذه اللعبة التقليدية، التي تتطلب تركيزا ذهنيا كبيرا، تضع المتنافسات في مواجهة بعضهن البعض، حيث ينقسمن إلى مجموعتين تضم كل واحدة منهما ثمانية أفراد كحد أقصى، ويتعاملن بمهارة مع العصي الخشبية الملونة، التي تسمى باللغة الحسانية “السيك” وجمعها “سيكات”.
وتقبل النساء في الأقاليم الجنوبية على هذه اللعبة الشعبية في جو من الفرح والألفة، بغية تمضية الوقت في التسلية وتوطيد العلاقات بين الجيران والأهل والأحباب، وهن يحتسين الشاي ويتبادلن أطراف الحديث حول مواضيع مختلفة.
وبعد أداء صلاتي العشاء والتراويح، تجتمع النساء في منزل إحدى صديقاتهن أو أحد أفراد الأسرة، لتنطلق جولات لعبة “لاسيك” الشعبية في أجواء رمضانية احتفالية وهن يصرخن من الفرح بالفوز، مع استفزاز للخاسرات.
وتمارس لعبة “السيك” في فضاء تتوسطه كومة من الرمال ذات منحدرين على شكل ظهر دابة تسمى “لبرا” بطول حوالي 60 سنتيمترا، يتم اللعب فوق أرضيتها بواسطة “السيكات”، وهي عبارة عن ثمانية أعواد يصل طولها إلى قرابة 40 سنتمترا، وذات واجهة مقوسة ملونة ومزركشة وظهر أملس بلون واحد.
وتعتمد هذه اللعبة على قواعد محددة تنطلق من التأهل للمسابقة من خلال رمية تسقط فيها “السيكات” على وجه واحد سواء على الظهر أو الوجه، ويبدأ بعد ذلك التحرك والتقدم لإخراج عناصر الفريق المنافس من دائرة التنافس من خلال النقاط التي يتم كسبها تبعا لما يحصل عليه الفريق من نتائج يحددها رمي السيكات وما يقابلها من نقط.
لكن لعبة “السيك” عرفت، في الوقت الحاضر، تطورا حيث استبدلت كومة الرمل بطاولة خشبية تم تزيينها على يد حرفيين محترفين، و هذا يعود لكون الأسر استقرت بالمدن، مما دعاها إلى ابتكار طرق تقليدية للحفاظ على تراثها الثقافي رغم تطور الحياة داخل الحواضر.
ويتم لعب السيك باستخدام السيكات بالإضافة إلى الحجارة، وثمة مجموعة من الطقوس الكلامية التي تضفي على هذه اللعبة طابع الفرجة والتسلية في أهم معانيهما ومستوياتهما، ترددها اللاعبات إما نكاية في الفريق الخصم أو إظهارا لبراعتهن في اللعب وقهر الفريق الخصم.