
ثمة مشهد عالمي يبدو أن تصاعد أزمة الهجرة غير النظامية أحد أهم مظاهره. فهل عجزت الدول الكبرى أمام سماسرة الهجرة؟ وما دوافع الهجرة غير النظامية؟ ولماذا تفشل البلدان في وقف تدفق المهاجرين؟ وما التداعيات الاقتصادية على دول المصدر والعبور والاستقبال؟
عندما تضيق الأوطان بأهلها يصبح البحث عن وطنٍ بديل هاجساً لدى الكثيرين، حيث يخوض الآلاف سنوياً غمار تجربة مريرة ومحفوفة بالمخاطر بغية الوصول إلى ما يعتقدون أنه “جنة منتظرة”.
ورغم خطورة رحلات الهجرة غير النظامية براً وبحراً، والتي باتت تشكل تجارة رائجة تقدر بمئات الملايين من الدولارات يستفيد منها سماسرة تهريب البشر، يقرر الكثير من طالبي اللجوء غير النظاميين، استكمال هذه الرحلة متجاهلين ما قد يتعرضون له في مراكز التجميع بدول العبور أو خلال الرحلة والتي في كثير من الأحيان تنتهي بخسارتهم لأرواحهم.
فمن حادثة غرق الطفل السوري إيلان الكردي، وصورته التي صدمت العالم، إلى حوادث غرق عشرات القوارب في بحر المانش وقبالة سواحل اليونان وليبيا وإسبانيا، مرورًا إلى تقارير أثبتت حالات اعتداءات جنسية وجسدية بحق المئات أثناء عبورهم البر والبحر حتى الوصول، ولا يجد من يختار هذا الطريق سوى استكماله بهدف تحقيق هدفه في عيش كريم.
