أخبار وطنية

الأعمال الدرامية المغربية في رمضان.. بين نسب المشاهدة العالية وانتقادات الجودة

الإثنين 10 مارس 2025 - 21:07

الأعمال الدرامية المغربية في رمضان.. بين نسب المشاهدة العالية وانتقادات الجودة

مع حلول شهر رمضان المبارك، تتوجه أنظار ملايين المغاربة إلى الشاشات لمتابعة الإنتاجات الدرامية التي تبثها القنوات الوطنية خلال هذا الموسم الذي يشهد زخمًا في الأعمال التلفزيونية مقارنة بباقي فترات السنة، وسط منافسة قوية للظفر بصدارة المشاهدات.

ورغم الشعبية الكبيرة التي تحظى بها هذه الأعمال، إلا أنها لا تزال تواجه انتقادات متكررة بخصوص جودتها ومستواها الدرامي. فعلى الرغم من تحقيقها لنسب مشاهدة مرتفعة، وفقًا لآخر التقارير الصادرة عن مؤسسات قياس المشاهدة، إلا أن العديد من المتابعين والنقاد يرون أنها لم ترقَ بعد إلى مستوى التطلعات.

وفي هذا السياق، عبّر الناقد الفني والسينمائي فؤاد زويريق عن استيائه من مستوى الأعمال الدرامية لهذا العام، مشيرًا إلى أن الإنتاجات الرمضانية لم تحمل أي جديد، بل استمرت في تقديم نفس الوجوه والأسماء، سواء من حيث الممثلين أو المنتجين والمخرجين، مما أدى إلى تكرار المحتوى وغياب عنصر الابتكار.

وأكد زويريق أن هذه الأعمال، الممولة من المال العام، لم تشهد تحسنًا يُذكر رغم الانتقادات المتواصلة، معتبرًا أن ضعف الإبداع في الكتابة والإخراج والتصوير ما زال يؤثر بشكل سلبي على جودتها، في حين يبقى التشخيص العامل الوحيد الذي يجذب الجمهور، خاصة مع تكرار ظهور نفس الوجوه الفنية. كما شكّك في مدى دقة أرقام المشاهدات التي يعلن عنها صناع هذه الأعمال، معتبرًا أنها لا تعكس بالضرورة مدى إقبال المغاربة الحقيقي عليها.

أما الناقد الفني إدريس القري، فقد أشار إلى وجود تفاوت واضح في مستوى الإنتاجات الرمضانية لهذا العام، مستشهدًا بأعمال مثل “الدم المشروك”، “رحمة”، و”جرح قديم”. وأوضح أن بعض هذه الأعمال تأثرت بأساليب درامية أجنبية، مثل المصرية، مما خلق فجوة بين الهوية المحلية والنمط الدرامي الذي يُقدم للمشاهد، حيث بدا التأثير الأجنبي طاغيًا في بعض المسلسلات، مما أدى إلى رسم صورة لا تعكس تمامًا الهوية والقيم المغربية.

وفي سياق متصل، أعرب الكاتب والناقد محمد بنعزيز عن عدم اهتمامه بمتابعة الدراما المغربية الرمضانية هذا العام، مفضلًا متابعة الأعمال الأمريكية على منصات البث الرقمي، نظرًا لما يراه من اجترار متكرر وافتقار إلى الإبداع في الإنتاجات المحلية.

 

ورغم كل هذه الانتقادات، تبقى الدراما المغربية خلال رمضان تحظى بمتابعة واسعة، وإن كانت لا تزال تثير الجدل حول مستوى جودتها ومدى قدرتها على مواكبة تطلعات المشاهد المغربي الباحث عن محتوى يعكس هويته ويحقق له المتعة والتأثير في آن واحد.