أخبار وطنية

تفكيك شبكة خطيرة لتزوير زيوت المحركات وقطع الغيار بضواحي الدار البيضاء

الثلاثاء 8 أبريل 2025 - 17:04

تفكيك شبكة خطيرة لتزوير زيوت المحركات وقطع الغيار بضواحي الدار البيضاء

باشرت عناصر الفرقة الوطنية للجمارك، بتنسيق مكثف مع مصالح الدرك الملكي، عمليات موسعة لملاحقة شبكة متورطة في تزوير زيوت المحركات وترويج قطع غيار مزيفة، مستغلة مستودعات عشوائية بمناطق الهراويين، بوسكورة، وسيدي حجاج لتحويلها إلى وحدات سرية للإنتاج والتوزيع.

التحقيقات، التي انطلقت استنادًا إلى معطيات جمعتها خلية اليقظة وتحليل المخاطر بالجهاز الجمركي، كشفت عن لجوء عدد من شركات البناء والأشغال إلى استعمال زيوت مغشوشة لتشحيم آلياتها، نظراً لانخفاض أسعارها مقارنة مع الزيوت الأصلية، ما أدى إلى تصاعد شكاوى من شركات توزيع محلية ودولية حول تنامي هذه الظاهرة.

التحريات الميدانية أظهرت استعانة الشبكة بسماسرة ومنقبين لجمع زيوت المحركات المستعملة، والتي يتم شراؤها بأسعار منخفضة تصل أحيانًا إلى 20 أو 30 درهمًا للبرميل، حسب الكمية. وتشكل محطات الوقود المصدر الرئيسي لهذه الزيوت، تليها الورشات التقليدية.

وتفاقمت خطورة هذه الأنشطة بعد رصد تورط عدد من الفاعلين في عمليات تزوير متقنة طالت علامات تجارية عالمية، عبر وضع ملصقات مزيفة ورموز تعريفية (باركودات) على القنينات، والتي عند فحصها تُظهر أنها تعود لمنتجات غذائية أو تجميلية، في محاولة لإخفاء مصدرها الحقيقي.

وقد لجأ المتورطون أيضًا إلى استعمال فواتير مزورة تعود لسنوات سابقة، مدعين أن الزيوت تم جمعها لأغراض إعادة التدوير، رغم أن هذه الوحدات غير مرخص لها بمزاولة نشاط من هذا النوع الذي يتطلب تراخيص خاصة والتزامًا بدفاتر تحملات صارمة.

الأبحاث الجارية توصلت إلى أن عملية “تصنيع” الزيوت تمر عبر مراحل معقدة تتضمن تصفية الزيوت من الشوائب، وإضافة مواد كيميائية لتعديل لونها ولزوجتها، ثم خلطها بنسبة معينة من زيت الأساس، دون أي احترام لشروط السلامة، في ظل استعمال مواد خطيرة، وأدوات بدائية، وتشغيل يد عاملة غير مؤهلة، من ضمنها قاصرون.

 

التحقيقات ما زالت مستمرة، ومن المرتقب أن تسفر عن توقيفات واسعة ومتابعات قضائية في حق المتورطين في هذه الأنشطة التي تهدد السلامة العامة وتلحق أضرارًا بالاقتصاد الوطني.