أخبار دولية

فضيحة رشوة تُربك المشهد السياسي الإسباني وتُضعف موقع سانشيث أمام تصاعد دعوات الاستقالة

الأحد 15 يونيو 2025 - 21:15

فضيحة رشوة تُربك المشهد السياسي الإسباني وتُضعف موقع سانشيث أمام تصاعد دعوات الاستقالة

يشهد المشهد السياسي في إسبانيا اضطرابًا متزايدًا بعد الاستقالة المفاجئة لسانتوس سيردان، القيادي البارز في حزب العمال الاشتراكي الإسباني، إثر تورطه في فضيحة رشوة كشفتها تحقيقات أمنية جارية، ما زاد من حدة الضغوط على رئيس الحكومة بيدرو سانشيث ودفعه إلى الخروج عن صمته للدفاع عن نفسه.

وخلال مؤتمر صحفي عقده يوم الخميس، عبّر سانشيث عن أسفه العميق واصفًا ما حدث بأنه “خيانة للثقة”، مؤكدًا عدم علمه المسبق بما كان يجري داخل محيطه السياسي. وقال بنبرة ملؤها التأثر: “لم يكن علينا أن نثق به، وأعتذر لكل من خذله هذا السلوك”. كما أوضح أنه هو من طلب من سيردان تقديم استقالته من جميع مناصبه، بما فيها عضويته في البرلمان.

ورغم محاولات رئيس الوزراء تهدئة الوضع، لم تتأخر المعارضة، وعلى رأسها الحزب الشعبي، في استغلال الحدث لتكثيف الضغط السياسي. فقد اعتبر زعيم الحزب، ألبرتو نونيز فييخو، أن تصريحات سانشيث “غير كافية ومخيبة للآمال”، مطالبًا باستقالته الفورية، وداعيًا شركاءه في الحكومة، خاصة حزب “سومار”، إلى اتخاذ موقف واضح وتحمل مسؤولياتهم السياسية إزاء ما وصفه بـ”تواطؤ متواصل”.

وتأتي هذه الأزمة في وقت حساس تمر فيه الحكومة الائتلافية، وسط تزايد الدعوات لانتخابات مبكرة، في ظل تراجع الثقة الشعبية ومحاولات سانشيث المستمرة لاحتواء الأزمة والحفاظ على تماسك التحالف الحاكم.

ويرى عدد من المتابعين أن تداعيات هذه الفضيحة تتجاوز بعدها القانوني، لتطال المرتكزات الأخلاقية والسياسية لحزب العمال الاشتراكي، ما قد يُسرّع بإعادة تشكيل المشهد السياسي في البلاد، خاصة مع تنامي الأصوات البرلمانية والمجتمعية المطالبة بتجديد الشرعية عبر صناديق الاقتراع.