أخبار من الصحراء

من سيقود حزب الاستقلال بإقليم طرفاية؟

الجمعة 1 أغسطس 2025 - 12:43

من سيقود حزب الاستقلال بإقليم طرفاية؟

يعيش إقليم طرفاية هذه الأيام على وقع حراك سياسي داخلي متسارع داخل بيت حزب الاستقلال، وسط صراع غير معلن بين قياديين بارزين يسعيان إلى الظفر بتزكية الحزب للانتخابات التشريعية المقبلة. يتعلق الأمر بكل من النائب البرلماني فيصل بيلات، والسيد مولاي إبراهيم العثماني، رئيس المجلس الإداري للتعاضدية العامة لموظفي الإدارات العمومية، والذي يُروّج على نطاق واسع أنه يحظى بدعم مباشر من حمدي ولد الرشيد، عضو اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال ومنسق الجهات الجنوبية الثلاث.

فيصل بيلات… برلماني قادم من “البام”

يجدر بالذكر أن فيصل بيلات، النائب البرلماني الحالي عن إقليم طرفاية، التحق بحزب الاستقلال قادمًا من حزب الأصالة والمعاصرة (البام)، وهو انتقال سياسي خلق دينامية داخلية، وطرح تساؤلات حول موقعه داخل الحزب ومدى استمرارية الدعم له، خاصة مع صعود منافسين جدد.

حزب في وضع صعب أمام “الهيمنة الزرقاء”

ورغم أن حزب الاستقلال يمتلك تمثيلية برلمانية من خلال مقعد طرفاية، إلا أن حضوره في باقي المجالس المنتخبة محليًا يكاد يكون منعدمًا، حيث استحوذ حزب التجمع الوطني للأحرار على جميع مقاعد المجالس الجماعية، والمجالس الإقليمية بالإقليم، ما يعكس ضعفًا تنظيميًا ميدانيًا لحزب الاستقلال محليًا، ويضع قيادته أمام تحدي استعادة الثقة وبناء قاعدة انتخابية جديدة.

دعم حمدي ولد الرشيد… قراءة ما بين السطور

في المؤتمر الأخير لحزب الاستقلال الذي نُظم في طرفاية، ظهرت مؤشرات على دعم حمدي ولد الرشيد لمولاي العثماني، خاصة بعد وعده لفريق كرة القدم المحلي بتوفير حافلة جديدة، وهو ما اعتبره البعض رسالة سياسية غير مباشرة ودعمًا مبكرًا لشخصية جديدة يُهيّأ لها أن تكون وجه الحزب في الانتخابات القادمة. الخطوة وُصفت لدى عدد من المراقبين بـ”الحملة السابقة لأوانها”، وبداية إعادة تموقع واضحة.

تزكية بين التجربة والرهان الجديد

في ظل هذا التنافس الداخلي، تظل التزكية النهائية رهن قرار القيادة المركزية، غير أن ثقل حمدي ولد الرشيد داخل هياكل الحزب، باعتباره من أبرز صناع القرار في الجهات الجنوبية، يجعل احتمالية دعم العثماني واردة بقوة. في المقابل، يراهن فيصل بيلات على تجربته النيابية وعلى تموقعه البرلماني الحالي، معوّلًا على رصيد انتخابي سابق قد يمنحه الأفضلية، إذا ما قررت القيادة الحفاظ على استمرارية تمثيلية الحزب في البرلمان.

هل يُفاجئ حمدي ولد الرشيد الجميع؟

الأسئلة المطروحة اليوم في المشهد السياسي بطرفاية هي: هل سيمنح حمدي ولد الرشيد تزكيته لمولاي العثماني رسميًا؟ أم أن القيادة قد تُراهن على تجربة فيصل بيلات رغم كونه وافدًا جديدًا نسبيًا على الحزب؟ وهل سيكون هناك رهان على الكفاءة السياسية الحقيقية بدل منطق الولاءات؟

الجواب النهائي سيُحسم في قادم الأسابيع، غير أن المؤكد هو أن إقليم طرفاية يعيش على وقع معركة سياسية صامتة، ستكون لها انعكاسات مباشرة على تمثيلية الحزب في الإقليم، وقد ترسم مستقبل حضوره في الجنوب بأكمله