الصحراء أوريخينال
الصحراء أوريخينال في بدايات الألفية الثالثة، تعرّف الجمهور المغربي على وجه طفولي طبع ذاكرة المشاهدين بدوره العفوي والمرِح في المسلسل العائلي الشهير لالة فاطمة على القناة الثانية. جسّد الطفل عثمان التقي آنذاك شخصية “جمال بنزيزي”، الصغير الذكي الذي أضفى لمسة خاصة على العمل الذي يعتبر من أبرز الإنتاجات التلفزيونية في تلك الفترة.
لكن خلافاً لما قد يتوقعه كثيرون، لم يواصل عثمان التقي مشواره في عالم التمثيل، بل اختار مساراً مغايراً تماماً، مفضلاً التواري عن الأضواء والتركيز على مستقبله الدراسي. قرار لم يكن سهلاً بالنسبة لمن ذاع اسمه في البيوت المغربية، لكنه كان نابعاً من قناعة شخصية ورغبة في استثمار طاقاته في مجال آخر.
حصل عثمان على شهادة البكالوريا في تخصص الرياضيات، ليتابع دراسته العليا بجامعة فرنسية، ثم يتخصص في مجال المعلوماتية بإحدى مدارس المهندسين. هناك، أعاد تشكيل ملامح طموحه، وبدأ في رسم مسار مهني جديد مبني على الابتكار والتطور التكنولوجي.
بعد تخرّجه، راكم تجارب مهنية مهمة في عدد من الشركات العالمية، حيث اكتسب خبرات عملية مكّنته من الإلمام بمتطلبات سوق الشغل، ليقرر لاحقاً العودة إلى المغرب وتأسيس شركته الخاصة بمدينة الدار البيضاء، متخصصة في مجال التجارة الإلكترونية.
عثمان التقي يمثل اليوم نموذجاً للانتقال الذكي من عالم الشهرة الفنية إلى مسار احترافي مختلف لا يقل أهمية. قصة نجاح بصمتها الرغبة في التطور، والانفتاح على آفاق جديدة، والقدرة على بناء الذات خارج حدود الأدوار التلفزيونية.
وبينما يحتفظ الجمهور المغربي بذكريات جميلة عن “جمال بنزيزي”، فإن صاحب الدور يعيش اليوم قصة نجاح جديدة، بطموح هادئ، ومشروع مهني واعد في قلب الدينامية الرقمية التي تشهدها المملكة.