أخبار وطنية

موجة حر جديدة بالمغرب.. خبراء يحذرون ويقدمون نصائح وقائية للفئات الهشة

الثلاثاء 5 أغسطس 2025 - 13:34

موجة حر جديدة بالمغرب.. خبراء يحذرون ويقدمون نصائح وقائية للفئات الهشة

من المرتقب أن تشهد مختلف مناطق المملكة، خلال الأيام القليلة المقبلة، موجة حر ملحوظة في إطار الظواهر المناخية المعتادة لشهر غشت، المعروف بكونه من أكثر أشهر السنة حرارة. وتثير هذه الأجواء المفرطة في الحرارة مخاوف متزايدة على صحة المواطنين، خاصة لدى الفئات الهشة كالمسنين، النساء الحوامل، الأطفال، وذوي الأمراض المزمنة.

في هذا السياق، حذّر الدكتور الطيب حمضي، الطبيب الباحث في السياسات والنظم الصحية، من تداعيات موجات الحر على صحة الإنسان، مشيرًا إلى وجود نصيحتين أساسيتين لإنقاذ الأرواح، غالبًا ما يُسلّط الضوء على إحداهما فقط.

وأوضح حمضي أن النصيحة الأولى تتجلى في الإكثار من شرب الماء والسوائل، بما في ذلك العصائر الطبيعية والمشروبات الغنية بالأملاح المعدنية والفيتامينات، بالإضافة إلى استهلاك الخضر والفواكه الغنية بالألياف.

أما النصيحة الثانية، فهي تتعلق بـتبليل الجسم بانتظام، خاصة بالنسبة للفئات الهشة، حيث يُوصى بترطيب اليدين والوجه والرجلين والجذع بالماء كل ساعة ونصف إلى ساعتين، مع تجنب تجفيف الجلد بعد ذلك، مما يسمح بتبخر الماء وأخذ الحرارة معه، في عملية تبريد طبيعية للجسم.

وأكد الخبير أن الحرارة تؤثر سلبًا على الإنسان من خلال مسارين رئيسيين: الجفاف الناتج عن فقدان السوائل والأملاح، والإجهاد الحراري الذي ينهك أعضاء الجسم مثل القلب والكليتين والدماغ، بسبب المجهود الذي يبذله الجسم للمحافظة على درجة حرارة مستقرة.

وحذّر من أن تكرار موجات الحر أو استمرارها لفترات طويلة قد يُضعف قدرة الجسم على التكيف، ما يؤدي إلى انهيارات صحية خطيرة قد تصل إلى الوفاة، خاصة في غياب تدابير التبريد المنتظمة.

كما أوصى بتفادي الخروج خلال فترات الذروة، وارتداء ملابس فضفاضة وخفيفة بألوان فاتحة، إلى جانب المشي في الظل، واللجوء إلى أماكن باردة أو مكيفة للراحة.

من جانبها، شدّدت الدكتورة أسماء زريول، أخصائية التغذية وأستاذة التعليم العالي، على أهمية التركيز على مصادر الترطيب الطبيعية، وعلى رأسها الماء، الذي يُعد عنصرًا أساسيًا للحفاظ على توازن الجسم. ونصحت بتناول الخضر والفواكه كما هي، دون عصرها، للاستفادة من أليافها ومكوناتها الغذائية الكاملة.

كما دعت زريول إلى تجنّب المشروبات الغازية والمشروبات عالية السكر أو الغنية بالكافيين كالشاي والقهوة، لكونها تساهم في زيادة الشعور بالعطش، وأوصت بالابتعاد عن الأطعمة المالحة التي ترفع بدورها الحاجة إلى الماء.

وفي ختام تصريحاتها، حذّرت الأخصائية من اتباع أنظمة غذائية غير متوازنة خلال فترات الحر، مثل “الصيام المتقطع” أو “حمية الكارنيفور”، خاصة في حال اعتمادها دون إشراف طبي، لما قد تسببه من تأثير سلبي على قدرة الجسم على التأقلم مع درجات الحرارة المرتفعة.