
محمد العمراني
شكل الشوط الثاني والأخير من دورة أبريل لمجلس مدينة طنجة، المنعقدة يومه الخميس، صورة تجريبية لطبيعة العلاقة التي ستجمع بين كبار اللاعبين في المشهد السياسي بمدينة طنجة، طيلة الأشهر الأربعة المتبقية على الانتخابات الجماعية المقبلة.
الأسلوب الذي تم به تمرير جميع نقط جدول الأعمال بالإجماع، والمناقشات التي كانت أشبه بغزل متبادل بين الفرقاء، حتى الفائض الذي حققته الجماعة الحضرية لطنجة، والبالغ 6 مليارات سنتيم، تقرر عدم إدراجه ما لم يتفق الكبار على برمجة ترضي طموحهم الانتخابي، لا بد وأن يدفع المتتبع للشأن المحلي بطنجة لأن ينتبه لوجود صفقة سياسية أبرمها القادة المتنفذين بمجلس المدينة، وأعني العمدة فؤاد العماري، البشير العبدلاوي صاحب القرار الفصل في حزب العدالة والتنيمة، محمد بوهريز الماسك بدواليب التجمع الوطني للأحرار، ومحمد الزموري المتحكم الوحيد في حزبه الاتحاد الدستوري، وهي الصفقة التي اتفق فيها هؤلاء على اقتسام المناصب، على قاعدة الكل رابح ،الإقصاء ممنوع، والتطاحن سيضعف الجميع…
ففؤاد العماري سيضمن الحفاظ على موقعه كعمدة للمدينة، و بوهريز عينه على الفوز بمواقع أهم مما حققه في 2009، فيما الزموري يراهن على تحسين موقعه داخل الأجهزة المسيرة للجماعات الترابية بالمدينة والجهة، أما البشير العبدلاوي، فالصفقة تضمن له التواجد في تحالف رباعي يجمع العدالة بالبام والأحرار والاتحاد الدستوري، حيث يسعى البشير العبدلاوي إلى عدم تكرار صفعة إقصاء 2009، و ترسيم المشاركة في تسيير دواليب مجلس المدينة المقبل، مع رهان على الفوز برئاسة الجهة، ومرشحهم لهذا المنصب لن يكون إلا سعيد خيرون رئيس الجماعة الحضرية للقصر الكبير، المنتم لجناح الحمائم بالحزب…
و بهذا الاتفاق تكون اللعبة قد حسمت، والستار قد أسدل على معركة الانتخابات قبل أن تبدأ، مادام الجميع قد رضي بحصته من المناصب والمكاسب، أما خطاب المصباح المرتكز على محاربة المفسدين، ونقيضه الذي سوق له البام وتابعيه من الحزبين الآخرين، معتبرا العدالة خط أحمر، صار مجرد قوس تم إغلاقه، بعدما اقتنع الجميع أن الاغتراف من حلاوة المكاسب والمغانم أنفع وأبقى…
أما ساكنة المدينة ما عليهم إلا متابعة أطوار مباراة حسمت نتائجها قبل صافرة البداية…