
طنجاوي – غزلان الحوزي
استقبل رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، صبيحة يومه الجمعة وزيرة الخارجية الإسبانية، بمقر رئاسة الحكومة بالعاصمة الرباط، وزيرة الخارجية والاتحاد الأوروبي والتعاون الإسبانية، أرانشا غونزاليس لايا، في زيارة رسمية تعد الأولى في أجندة مهماتها خارج إسبانيا، بعد تعيينها في حكومة الاشتراكي بيدرو سانتشيز.
وذكر بلاغ لرئاسة الحكومة أن هذا اللقاء شكل مناسبة للجانبين للإشادة بمستوى علاقات الصداقة وحسن الجوار، التي تجمع بين المملكتين المغربية والإسبانية، والتي تستمد قوتها من العلاقات المتميزة بين العائلتين الملكيتين في البلدين، وكذا بالدينامية التي يعرفها التعاون الثنائي في العديد من المجالات، حيث جدد الطرفان عزمهما على مواصلة التنسيق بينهما على مختلف الأصعدة.
وأوضح البلاغ، أن الجانبين أعربا عن تطلعهما لعقد الاجتماع عالي المستوى المغربي-الإسباني خلال الشهور القليلة المقبلة، والذي سيشكل مناسبة من أجل إعطاء دفعة جديدة للتعاون الاستراتيجي بين البلدين، والتأسيس لشراكات جديدة بين الفاعلين الاقتصاديين المغاربة والإسبان، خاصة بعد الحصيلة المميزة على مستوى اتفاقيات التعاون التي تم إبرامها بمناسبة زيارة العاهل الإسباني للمملكة المغربية خلال السنة الفارطة.
وجددت رئيسة الديبلوماسية الإسبانية، خلال هذا اللقاء، الذي حضره على الخصوص سفيرة المغرب بإسبانيا وسفير إسبانيا بالرباط، التأكيد على المواقف الثابتة للمملكة الإسبانية تجاه المملكة المغربية وقضاياها، معربة عن تشبث الحكومة الإسبانية بمواصلة العمل الديبلوماسي المشترك من أجل الدفع بالشراكة المغربية الإسبانية لأعلى المستويات، والتركيز على التعاون الاقتصادي وتعزيز العلاقات الثقافية باعتبارها أرضية مميزة للدفع بالشراكة المغربية الإسبانية.
ونوه الجانبان، في هذا الصدد، بالدينامية العالية للتنسيق بين المؤسستين التشريعيتين في البلدين، والنجاح الكبير الذي عرفه المنتدى البرلماني المغربي الإسباني، ما من شأنه المساهمة في تعزيز الشراكة الاستراتيجية المغربية الإسبانية.
كما تطرق الجانبان لسبل تعزيز التعاون متعدد الأطراف وكذا لآفاق الشراكة من أجل تعزيز التعاون الثلاثي لفائدة بعض الدول الإفريقية الصديقة وتكريس مكونات السياسة الإفريقية للمملكة المغربية التي ترتكز على الشراكة من أجل التنمية.
وتولي وسائل الإعلام الإسبانية، منذ أيام، اهتماما واسعا لهذه الزيارة، التي قالت إنها “تهدف إلى توضيح الجدل” الذي أثير، إثر ترسيم المملكة المغربية لحدودها البحرية.
وكتبت يومية “أ. ب. س” الإسبانية، في عددها ليومه الجمعة، أن وزيرة الخارجية أرانتشا تحل بالمغرب لـتهدئة “المياه”، في إشارة إلى الجدل القائم حول موضوع ترسيم الحدود البحرية.
من جانبها، أكدت يومية “الباييس” على أن المسؤولة الإسبانية تحل بالمغرب في وقت تشهد فيه العلاقات الثنائية “نبض الحدود البحرية”.
وشددت جل وسائل الإعلام الإسبانية، التي تطرقت لزيارة المسؤولة الإسبانية للرباط، على أن مسألة ترسيم الحدود البحرية للمملكة المغربية، ستكون حاضرة بقوة في مباحثات الوزيرة أرانتشا مع نظيرها المغربي، ناصر بوريطة.
وخير برهان على ذلك، حسب الصحافة الإسبانية، هو أن الوزيرة أرانتشا، ستغادر الرباط للتوجه، مباشرة إلى جزر الكناري لـ”محاولة طمأنة” السلطات المحلية بالأرخبيل “فيما يتعلق بنوايا الحكومة المغربية” بخصوص ملف ترسيم الحدود.