أخبار من الصحراء

مقهى الحافة وسحر المكان…

الجمعة 31 يوليو 2015 - 14:35

مقهى الحافة وسحر المكان…

طنجاوي – إنصاف المغنوجي

وراء كل مقهى بطنجة قصة وتاريخ، ومقهى الحافة جزء من التاريخ الذي بصم   حضارة مدينة، تلاقحت بمختلف الحضارات من فينيقيين ورومان وإسبان وبرتغاليين وإنجليز، هذا ” التداخل المعرفي والديني و الإثني والثقافي والحضاري”، هذا المزيج الخلاق  ساهم في تَشَكُّل هوية خاصة لمدينة طنجة.     

خلف كل جدار رواية، وفي كل زاوية من المقهى ألف حكاية وحكاية،  هي المكان الذي كان ولا يزال مقصد الكثير من الزبائن من مختلف الأجناس والأديان، مقصد الكتاب والأدباء، مرتعا خصبا لأفكارهم وملهما لإبداعاتهم…

الحافة التي كانت مقصدا لمحمد شكري، و بها كان الكاتب الأمريكي بول بولز يقضي جل أوقاته، ببساطتها وبموقعها المطل على مضيق جبل طارق، روادها يذوبون في سحر المكان، ويسافرون عبر البحر الذي تطل عليها إلى الفردوس المفقود، حالمون وعاشقون ، مخلصون لمكان يحمل في كل زاوية من زواياه أساطير تمتزج بالواقع، فتكسب المكان رونقا وسحرا نادرا لن تجده في أي مكان بالعالم.

بكراسيها البلاستيكية، وطاولاتها الإسمنتية المتواضعة، وجدرانها الزرقاء، وبأشجارها التي تنمو دونما اهتمام لأحد، وبجاذبيتها التي لا تقاوم، صنعت “الحافة” مجدها، وتاريخها، وسمعتها التي عبرت الحدود، وألهمت العديد من الكتاب العالميين، كما هو حال الكاتب الإسباني لويس إدوارد، وأسرت العديد من الفرق الموسيقية العالمية، أشهرها  مجموعة “البيتلز” الإنجليزية.

الكثيرون يربطون تواضع المكان وغرابته بسحر مدينة طنجة، ومنذ وضع أول كرسي في هذا المكان، سنة 1921، وهو مقصد كل زائر للمدينة. حين زارها الكاتب الإسباني لويس إدواردو قال عنها: “مقهى الحافة جنة للباحثين عن التأمل. إنه مكان للراحة ونسيان الهموم، أمام بحر يتمدد بين الشواطئ الإفريقية المغربية، والشواطئ الأوربية الإسبانية”.

في سحر هذا المكان جنة الباحثين عن الهدوء  والبساطة،  إنها قطعة ثمينة من طنجة، وحكاية زمن جميل، وتراث يجب المحافظة عليه قبل أن تطاله أيدي النسيان .