
محمد العمارتي كويمن*
دائما ما يقال بأن العديد من أعضاء المجلس الجماعي لطنجة، لا علم لهم ببرامج مجموعة من أوراش طنجة الكبرى، وربما العمدة بدوره تغيب عنه تفاصيل كثيرة، أو يفضل الاحتفاظ بها لنفسه، في إطار احترام قاعدة الاختصاصات، فيما يلاحظ بأن حضور الجماعة يكون قويا وظاهرا للعلن، في إعلاناتها الخاصةبتحديد مقاطع السير البديلة بالممرات الطرقية المقطوعة بسبب انطلاق أشغال بعض الأوراش، وذلك يعد من صلب مهام الجماعة طبعا، ولا أحد يجرؤ التطاول على هذه المهمة الجسيمة الملقاة على عاتقها، لكن يبقى الأهم كما سبق وصرح النائب الأول للعمدة، وشريكه الأساسي في التسيير،خلال أحد اللقاءات التي حضرها الواليبالقاعة الكبرى للجماعة، حين قال بأن هذا المجلس محظوظ بالوالي اليعقوبي وتمنى لو يبقى بطنجة طيلة فترة انتخابه (المجلس)، وصفق عليه الجميع إما نفاقا بدور الوالي أو اعترافا بضعف المجلس..
وقبل حوالي أسبوع كان مكتب المجلس في “خلوة” بأحد فنادق تطوان لإعداد الصيغة النهائية للمخطط الجماعي للتنمية، وهو ما أثار استياء العديد من ساكنة المدينة، الذين احتجوا على عدم إقامة هذه الخلوة في اسبانيا، قصد توفير أجواء مناسبة أكثر لأعضاء المكتب والمرافقين لهم من أجل إنجاز مهمتهم في أحسن الظروف، وكيف لا والأمر يتعلق بمخطط لتنمية المدينة، لكن على كل حال يتمنى سكان طنجة أن لا تتكرر مثل هذه الأخطاء ويحرم الأعضاء من “المتعة والنفقة”، وإن كان البعض استغربوا من عدم مطالبة الوالي بإعداد هذا المخطط، باعتباره أدرى بما يجري تخطيطه لهذه المدينة، فقط دون حساسيات..
واليوم هناك مجلس يتوفر على أغلبية مريحة، تعجز عن توفير الراحة للساكنة كما كانت تعدهم بذلك في حملاتها الانتخابية وقبل انتقالها من المعارضة إلى الأغلبية،ويشتكي مكتبه من ضائقة مالية، وعدم قدرته على تحمل مسؤوليتهكاملة في ظل استمرار هذه الأزمة، ومع ذلك لا يمكنه الجهر بالحقائق،ويفضل تحميل مصائبه للمجهول، وتقمص دور المظلوم المضطهد، في انتظار توقف هبوب الرياح، وظهور بعض الانفراجات، وانخفاض علو الأمواج، واستقرار التقلبات السياسية،لكن أمام هذا الوضع يتساءل البعض، هل هناك فعلا من يسعى لفشل هذا المجلس؟، كما يتساءل آخرون هل يمكن الاختيار بين الضعف والفشل؟، وما ذنب طنجة وهي تكاد تفقدهويتها أمام أنظار مجلسها، وكافة فعالياتها، حول كيفية تدبير مرافقها والحفاظ على معالمها، في غياب كثير من الوضوح ونكران الذات لما فيه مصلحة المدينة أولا وأخيرا..
*عن أسبوعية “لاكرونيك”