أخبار سياسية

خيي و الحمامي.. ما الذي تغير بين الأمس واليوم؟…

السبت 6 فبراير 2016 - 13:56

خيي و الحمامي.. ما الذي تغير بين الأمس واليوم؟…

محمد العمراني

خرج محمد خيي، رئيس مقاطعة بين مكادة والكاتب الإقليمي لحزب العدالة والتنمية بطنجة، قبل أيام، بتصريحات قوية كشف فيها نماذج من الإرث الثقيل الذي ورثه عن سلفه محمد الحمامي، الرئيس السابق للمقاطعة، خاصة على مستوى التعمير، مميطا اللثام عن 5000 رخصة غير قانونية وقعها الحمامي في الفترة الفاصلة بين 2011 و2015، دون أن تكون مستوفية للشروط القانونية….

من المؤكد أن المعطيات التي أدلى بها خيي صحيحة، ولا يمكن التشكيك فيها، بل ربما تجاوز العدد 5000 رخصة “حمامية”، نسبة للحمامي…

ليست مهمتي مناقشة صحة المعطيات التي وردت على لسان خيي، وليس دوري الدفاع عن الحمامي، فهو أدرى بشؤونه…

لكن خروج خيي، في هذا التوقيت بالذات، يطرح أكثر من سؤال حول ما الذي تغير في علاقة خيي و الحمامي دفعته إلى نشر غسيل الرئيس السابق؟!…

لنسترجع شريط الأحداث قليلا، وبالضبط خلال السنوات التي أفسد فيها الحمامي قطاع التعمير بمقاطعة بني مكادة…

نعلم جميعا أن محمد خيي كان يتقمص – نظريا – دور المعارض للحمامي، وطيلة ست سنوات من عمر الولاية السابقة، ومحاضر الدورات شاهدة على ذلك، لم يسبق له أن تطرق لموضوع الرخص الغير قانونية، أو كما كان يطلق عليها “الرخصة الحمامية”، حيث لم يُسجَّل على خيي، المُعَارِض، أنه تدخل يوما بدورات مجلس المقاطعة لإثارة موضوع الرخص الغير قانونية، على الأقل منذ 2011، وهي الفترة التي أطلق فيها الحمامي العنان لتوقيعاته…

وهذا يدفعنا إلى مساءلة خيي حول سبب هذا الصمت، الذي يدخل في خانة التواطؤ، أو لنقل يقع في حكم الساكت عن الحق، و خيي يعرف جيدا من هو الساكت عن الحق…

هذا الصمت يحيلنا على سؤال آخر:

هل استفاد مناضلو حزب بنكيران، ومنتخبوه من عطايا الحمامي؟..

وهل يملك المناضل خيي ما يكفي من الجرأة للكشف عن مكاتب الهندسة المعمارية التي كانت تعد تصاميم البناء فوق مناطق يعلمون أنها غير مشمولة بتصميم التهيئة، بل ممنوعة البناء؟…

المصيبة الكبرى أن خيي لم يصمت فقط على فضح الرخص “الحمامية”، بل إنه تحول طيلة الثلاث سنوات الأخيرة  من عمر الولاية المنصرمة إلى موقع الحليف القوي للحمامي، حتى الحسابات الإدارية كان خيي يسارع إلى عدم معارضتها، وكان يتسابق على مباركة إنجازات الحمامي بالمقاطعة، و أتمنى أن تكون له الجرأة  لكشف محاضر الدورات…

فكيف لخيي الذي أطلق اليوم رصاصة الرحمة على الحمامي، بحشره ضمن زمرة اللوبيات التي طغت في المدينة، هو نفسه الذي كان يبارك طيلة السنوات المنصرمة فساده وطغيانه، عندما كان الحمامي يصول ويجول، وكان خيي يكتفي بدور المصاحبة والمباركة ورفع الأيادي بالموافقة؟!…

أكثر من ذلك…

إذا كان الحمامي عات فسادا في المقاطعة، لماذا كان خيي يغريه بالابتعاد عن الأصالة والمعاصرة والترشح باسم التجمع الوطني للأحرار أو الحركة الشعبية، مقابل التزام العدالة بالتصويت على الحمامي في منصب رئيس المقاطعة؟!…

هل يمتلك خيي ما يكفي من الجرأة لكشف عدد اللقاءات التي أجراها مع الحمامي قبيل 4 شتنبر المنصرم وكان يحضرها أيضا سمير عبد المولى، وهل يملك الجرأة لكشف ما دار في هاته اللقاءات؟…

كيف إذن تحول الحمامي من حليف مفترض قبيل الانتخابات إلى رمز للفساد بعيدها؟…

وعلى ذكر اللوبيات التي طغت في المدينة، والتي انتصرت عليها العدالة والتنمية يوم 04 شتنبر، لا باس من تذكير السي خيي بهاته المعطيات:

ثلاث أحزاب هي من شكلت الأغلبية المسيرة لمجلس المدينة خلال الولاية السابقة: البام، الأحرار، والاتحاد الدستوري…

هل يتذكر سي خيي تصريحه الشهير حين فسر قرار حزبه بالانتقال من موقع معارضة فؤاد العماري إلى موقع الحليف له، بكون الإخوان قرروا ذلك حتى يتم تخليص العماري من ابتزاز حلفائه!…

بالله عليك كيف سمحت لنفسك دعم فؤاد العماري بالأمس، وتمرير حساباته الإدارية، واليوم تحشره ضمن اللوبيات التي طغت في المدينة…

هل لك السي خيي أن تشرح للمواطنين كيف أن حزب الأصالة والمعاصرة، قائد حلف الطغاة الذين تجبروا في المدينة، هو الحزب الذي تحالفتم معه في انتخابات الغرف المهنية!…

من صوت على الحميدي في رئاسة غرفة الصناعة التقليدية وتحالف معه خلال الولاية الحالية؟…

الاتحاد الدستوري، بقيادة الزموري و أبرشان، هو الآخر كان ضمن  التحالف الثلاثي الذي دكته أصوات المصباح، صار اليوم حليف العدالة والتنمية القوي بعد 4 شتنبر…

 من صوت على حميد أبرشان في رئاسة مجلس العمالة؟…

من أشرك الاتحاد الدستوري في المكاتب المسيرة لمجلس المدينة والمقاطعات المشكلة بعد انتخابات 04 شتنبر؟…

وعن التجمع الوطني للأحرار بقياد بوهريز، الحليف الثالث في تجمع الطغاة الذي عات في المدينة فسادا، ألتمس من خيي أن يخبر المواطنين كيف سمح لنفسه أن يدخل مقر إقامة بوهريز أسابيع قليلة قبل انتخابات 04 شتنبر، وبالضبط في رمضان المنصرم، واستمتع بأشهى المأكولات التي تفنن سي بوهريز في توفيرها للإخوة، وخلالها تم الاتفاق على عقد تحالف بين الأحرار والعدالة لتشكيل مكاتب مجلس المدينة والمقاطعات بعد 04 شتنبر، وهو ما تم الشروع في تنزيله فور الإعلان عن النتائج، حيث تم ترشيح حسن بوهريز وكيلا للائحة مختلطة ضمن انتخابات مجلس العمالة، وكان التحالف سيهم جميع المحطات لو لم يختر محمد بوهريز دعم إلياس العماري في رئاسة الجهة…

فكيف يتجرأ خيي اليوم ويقدم نفسه بطلا انتصر حزبه على الطغاة؟…

كيف لزعيم سياسي يدعي الطهرانية تورط في السكوت عمن يصفهم بالفاسدين، واستمرأ أكلهم، بل وعقد معهم صفقات وتحالفات؟!

بالقطع لن يستقيم ذلك، بل يصبح الأمر مجرد ادعاء لبطولة زائفة…