
طنجاوي
بدون سابق إنذار، قام الوالي محمد اليعقوبي، بزيارة مفاجئة لمستشفى محمد الخامس بطنجة زوال يومه الأربعاء.
وبحسب مصادر داخل المستشفى، فإن الوالي زار قسم الولادات والمركب الجراحي، ومركز الفحص بجهاز الراديو.
وعبر الوالي، حسب ذات المصادر، الذي بدا أن زيارته فاجأت الأطر الإدارية والطبية للمستشفى،عن أسفه للخصاص الكبير الحاصل على مستوى الموارد البشرية، لما له من تأثير سلبي على جودة التدخل العلاجي بهاته المؤسسة الاستشفائية، إذ يعاني المرضى من كثرة الانتظار بسبب النقص الحاد في الموارد البشرية، علما أن معظم الوافدين على المستشفى هم من الطبقات الفقيرة، وهو ما عاينه الوالي بنفسه، حيث قابل بعض الحالات المعوزة في حاجة مستعجلة لتحاليل وصور أشعة، ليقرر إرسالهم لإجرائها بمختبرات خاصة على نفقة الولاية.
و أضافت المصادر أن الوالي عبر عن استياءه للفوضى التي يثيرها دخول السيارات الخاصة، وفي هذا السياق، وجه تعليماته لمدير المستشفى لمنع ولوج السيارات الخاصة، والاقتصار فقط على سيارات الإسعاف.
وقبيل انتهاء الوالي من جولته التفقدية، حل بالمستشفى المندوب الإقليمي حيث عقد معه اجتماعا خصص لتحديد حاجيات المستشفى بشكل دقيق، بهدف إيجاد حل لها.
مبادرة الوالي خلفت ارتياحا في صفوف المواطنين الذين عاينوا زيارته، خاصة وأنهم لمسوا حالة الاستنفار التي عرفتها هاته المؤسسة الاستشفائية، التي ظلت مثار غضب عارم بالنظر للمشاكل العويصة والمركبة التي يعيشها منذ سنوات، دون أن تفلح الوزارة الوصية في إيجاد حلول لها.
ورجح متتبعون للشأن المحلي أن تكون زيارة الوالي تندرج في إطار تنزيل مضامين خطاب العرش، الذي وجه فيه الملك محمد السادس انتقادات لاذعة للإدارة والمرافق العمومية، وطالب خلالها الملك بتنفيذ مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة، ولم تستبعد المصادر أن يعمم الوالي زياراته لجميع الإدارات والمرافق العمومية التي تعرف إقبالا كبيرا من طرف المواطنين، وتلك التي يجري حولها الكثير من الكلام عن وجود اختلالات وسوء تدبير.
وطالبت المصادر في ختام تصريحها، من جميع الولاة والعمال، بعد الخطاب الملكي، وباعتبارهم يمثلون الدولة، بأن ينخرطوا في معركة تخليق الإدارة المغربية والمرافق العمومية، لأنهم مسؤولون عن ضمان حسن سيرها ونجاعة أدائها.