أخبار سياسية

طنجة تحتضن الاجتماع التحضيري لمنظمة “المدن المتعددة الثقافات”

الخميس 3 مارس 2016 - 14:14

طنجة تحتضن الاجتماع التحضيري لمنظمة “المدن المتعددة الثقافات”

طنجاوي – هشام الراحة

احتضنت مدينة طنجة صبيحة اليوم، اجتماعا أوليا، بالقصر البلدي، حول” المدن المتعددة الثقافات” بحضور عمدة المدينة، البشير العبدلاوي، وممثل المجلس الأوروبي بالمغرب: مهدي الرميلي، وعددا من الخبراء والفاعلين الدوليين بهذا المجال، وممثلي المجالس الجماعية لمجموعة المدن المغربية.

هذا الاجتماع يسعى إلى بلورة مشروع جديد، يعتبر الأول من نوعه بالقارة الإفريقية، لتكون خطوته الأولى بالمغرب، باعتباره ملتقى للحضارات، والأعراق والأديان، على إختلاف ألوانها، و لما يحضى به مصداقية لدى أوربا.

البشير العبدلاوي أكد، في كلمته الافتتاحية لهذا الملتقى، اعتزاز المدينة بمثل هذه المشاريع التنموية، داعيا إلى أن يكون مقر هذا المشروع بطنجة، كما كشف عن عِدة اتفاقيات مستقبلية مع مختلف مدن العالم، التي من شأنها أن تعزز أكثر  ريادة المدينة على المستوى الدولي، بما يليق وطنجة المستقبلية، كما جاء على لسانه.

فيما عبّر المتحدث باسم مجلس أوروبا بالمغرب، مهدي الرميلي عن التطور الكبير التي تعرفه العلاقات السياسية، التي وصفها بالطموحة، بين مجلس أوروبا والمغرب، خاصة على مستوى تعزيز إستقلالية القضاء، و العمل على الجانب الحقوقي، والوقاية من التعذيب. كما دعا إلى إنشاء مدرسة خاصة للشباب الذين لا تتجاوز أعمارهم 25 سنة، من أجل التكوين، ومن أجل قيادة مستقبل المغرب، على غرار الدول الأوروبية.

فيما جاءت مداخلة الخبير والمنسق العمراني عبد الرحمان، بعد إجرائه لبحوثه الميدانية تأكيدا على أن المغرب لم يعد بلد عبور، بل بلد استقرار، بالنسبة للكثيرين بما فيهم مواطنون من أمريكا الشمالية. هذا وقد دعا إلى مزواجة الوعي والإرادة بالخبرة، أملا للخروج بخارطة طريق، تشمل اقتراحات ومداخلات مختلف الفاعلين المعنيين.

وقد قدم الخبير الإنجليزي Phil wood عرضا مهما، أوضح من خلاله تجارب مختلف المدن العالمية، في احتضانها للثقافات المتعددة، قائلا: ينبغي للاختلاف أن يغذينا لا أن يكون سما يقتلنا، مؤكدا بشكل كبير على ضرورة إعطاء المواطنين أسبابا مقنعة، لقبول الأجانب، عبر سياسات مشجعة، وتطوير المدارس، وخلق مبادرات تطوعية، والتنسيق بين المؤسسات بدل إهدار مبالغ مالية طائلة.

موضحا أن المساعدة التي يمكن أن تقدمها اللجنة الأوروبية من أجل المدن المتعددة الثقافات، ستكون عبر  كيفية تدبير النزاعات، وكيفية إيجاد الإعلام الجيد، وخلق فرص العمل..

فيما عرف الاجتماع تدخلات من طرف تمثيلية مجالس كل من مدن مكناس، أكادير، شفشاون، القنيطرة، تطوان، العيون، طنجة، والرباط، معربين عن ترحابهم الكبير بهذه البادرة التي وصفوها بالطيبة، وقد كان السؤال أساسا  عن كيفية إيجاد النموذج الذي يمكن إتباعه. فيما تساءلت ممثلة مجلس طنجة بقولها “الوجود للجميع، والحدود افتعلها السياسيون، فلماذا لا ننصت للفلاسفة، إلا بعد فوات الأوان، والاكتفاء باستشهاداتهم؟”.

وقد تم الاتفاق على إبقاء الاجتماع مفتوحا، لتدارس وجهات نظر أخرى، بهدف  وضع رؤية موحدة، لمدينة نموذجية متعددة الثقافات، على أمل اجتماعات أخرى مستقبلة لبلورة رؤية واضحة للعمل.