كويمن يكتب: دورة استثنائية

محمد كويمن العمارتي

يستعد مجلس جماعة طنجة لعقد دورة استثنائية قبل نهاية السنة، وأول نقطة أدرجها المكتب المسير ضمن جدول أعمال هذه الدورة، هي “المصادقة على قبول هبة سيارة إسعاف”، وربما أعضاء المجلس الجماعي في حيرة من أمرهم، هل سيقبلون هذه الهبة أم سيرفضونها؟؟، وقد تضطر الفرق السياسية من الأغلبية والمعارضة، إلى عقد لقاءات مكثفة قبل موعد انعقاد الدورة الاستثنائية، قصد الحسم في هذه النقطة !!، التي تصدرت جدول أعمال المجلس الموقر، قبل النظر في قرار مراجعة وتعديل ميزانية 2018، الذي احتل المركز التاسع في ترتيب المواضيع المطروحة للنقاش العمومي  بمجلس المدينة.  

والمجلس الجماعي الموقر، مطالب أيضا خلال هذه الدورة الاستثنائية بالمصادقة على اتفاقية شراكة لمحاربة الحيوانات الأليفة الضالة، قبل المصادقة على اتفاقية شراكة لتكوين الشباب قصد إدماجهم في سوق الشغل، والسر وراء تفضيل الشراكة الخاصة بالحيوانات على الشراكة الخاصة بالشباب والشغل، لا يعلمه إلا المكتب المسير، علما أن مسألة ترتيب مناقشة الشراكات المعروضة على المجلس، لها علاقة بتصنيف الأولويات في اهتمامات تدبير الشأن المحلي، باعتبار أن الشكل يسبق المضمون في بناء الأحكام، ويقبل به ولو من أجل الاستئناس فما بالك لو ارتبط بأحد أركان القضية الأساس..

كما يرتقب أن يعلن المجلس خلال هذه الدورة الاستثنائية، عن بيع المنتوج الغابوي للمدينة، وكذا بيع متلاشياته، ومن محاسن الصدف أن تعديلات الميزانية ستناقش مباشرة بعد المصادقة على بيع المنتوج الغابوي، وقبل المصادقة على بيع المتلاشيات، وتعديل كناش التحملات الخاص ببيع أراضي الجماعة !!..

وإذا كان المشرع يفرض على المجلس عرض مثل هذه النقط للمصادقة، فعلى الأقل جعل هذه الدورة مناسبة لمناقشة، على سبيل المثال، ما يتعرض له المجال الغابوي بالمدار الحضري، والعمل على إصدار قرارات تحد من استنزاف ما تبقى من الفضاءات الخضراء، وأيضا مناقشة واقع المتلاشيات بالمدينة بتلويناتها المختلفة، بعدما تحولت العديد من مرافق الجماعة ومجموعة من المواقع الأثرية والتاريخية إلى متلاشيات أمام أنظار المجلس الموقر..    

إنها حقا دورة استثنائية في كل شيء..