
محمد كويمن
كانت التوقعات تشير إلى أن دورة فبراير لمجلس جماعة طنجة، ستكون ساخنة، في الوقت الذي أعلنت فيه مصلحة الأرصاد الجوية عن انخفاض درجة الحرارة، وهو ما شجع السادة المستشارين على المشاركة في هذه الدورة بكثافة، على غير العادة، بحثا عن “السخونية”، علما أن المثل الشعبي يقول “اللي بغا السخانة يخرجها من جنابو”، وليس على حساب المدينة..
وهكذا حضر أعضاء المجلس لمناقشة قضايا تهم تدبير الشأن المحلي، وحجت جماهير غفيرة من المحتجين، لمتابعة ما يهمهم من تدبير هذا الشأن المحلي، وانطلقت الأشغال في أجواء دافئة وجميلة، وتمت مناقشة مختلف القضايا بهدوء تام، واقتنع العديد من المحتجين بأنهم كانوا على ضلالة، بعد سماعهم ما قدمه رئيس المجلس من حلول ومقترحات لجميع المشاكل المطروحة، وهو ما دفع بفريق المعارضة إلى الانسحاب من هذه الجلسة بعد الاستجابة لجميع مطالبه، كما تقدم فريق الأغلبية بملتمس من أجل إحداث لجنة تتكلف بالبحث عن مشاكل جديدة، لتفادي دخول المجلس في عطالة، وتشكيل لجنة أخرى خاصة باستقبال طلبات الراغبين في الاحتجاج مع منحهم حق اختيار نوعية ملفاتهم النضالية؟؟.
وبالمقابل ظل عمدة طنجة يطلب فقط تحقيق الهدوء داخل القاعة، وفي كل مرة يذكر فيها المحتجين بضرورة احترام المجلس، كانوا يترقبون نصيبهم من “كعب غزال”، لكن العمدة أصر على مواصلة أشغال الدورة وهو يبحث عن الهدوء، متجاهلا استثناء جمهور المحتجين من تذوق حلوى الجماعة، وهي تمر أمام أعينهم ويأكلها غيرهم، كحال موضوع احتجاجاتهم، التي ارتفعت وتيرتها داخل القاعة، وتحولت إلى فوضى، أرغمت العمدة على إخلاء القاعة، واستئناف الأشغال في جلسة مغلقة، وهكذا بقي المحتجون خارج القاعة تحت مراقبة عناصر القوات المساعدة، فيما كان السادة الأعضاء يتناولون وجبة الغذاء داخل القاعة، ولم يطلب أي عضو نقطة نظام، التي يتسابقون عليها، من أجل مطالبة العمدة بتوفير وجبة الغذاء للمحتجين أيضا، بغض النظر عن طبيعة وخلفية احتجاجاتهم، على الأقل لتحقيق الشراكة المطلوبة ولو في “الطعام”، خاصة وأنهم في ضيافة الجماعة وتحت وصاية المال العام ولو في أضعف الإيمان.
وتعد هذه أول دورة مغلقة في عهد المصباح، وأول مرة يمارس فيها الأعضاء “الغليق” داخل القاعة، بعدما انتظرها الجميع لتوضيح الكثير من الأمور من قبل السيد العمدة، قبل أن يتبين أن لا فرق إن كانت مغلقة أو مفتوحة، فهي دورة..