أخبار سياسية

خيي يقود”انقلابا أبيضا” على البشير العبدلاوي

السبت 25 يوليو 2015 - 18:08

خيي يقود”انقلابا أبيضا” على البشير العبدلاوي

طنجاوي

بات مؤكدا أن نتائج هيئة الترشيح، التي أوكلت لها مهمة اختيار مرشحي حزب العدالة والتنمية للانتخابات البرلمانية بدائرة طنجة – أصيلة، ستكون لها ارتدادات عنيفة على تماسك البنية التنظيمية لحزب عبد الإله بنكيران بمدينة طنجة، التي كانت تعتبر أحد القلاع الحصينة بالمغرب.

متتبعون لشؤون حزب العدالة والتنمية بطنجة اعتبروا نتائج أشغال هيئة الترشيح بمثابة “انقلاب أبيض”، قاده الكاتب الإقليمي للحزب، محمد خيي، على البشير العبدلاوي، الكاتب الجهوي للحزب وعمدة المدينة، خاصة عندما نجح في توجيه ضربة موجعة له، بإبعاده  لمقربيه ورجال ثقته، والذين يعتبرون من كوادر الحزب، أبرزهم عبد اللطيف برحو ومحمد أمحجور، بل حتى محمد أفقير المحسوب على تيار العبدلاوي، تم إبعاده الي الرتبة الثالثة. فيما خيي تمكن من ترسيم نفسه كوصيف لوكيل اللائحة الوزير محمد نجيب بوليف.

مصادر مقربة من المطبخ الداخلي لحزب المصباح، كشفت لموقع “طنجاوي” ما أسمته لعبا غير نظيف لجأ إليه محمد خيي، ذلك أن العديد من القرائن تؤكد أن خيي أفلح في تعبئة أعضاء هيئة الترشيح المحسوبة عليه، سواء داخل المقاطعة التي يرأسها، أو داخل الكتابة الإقليمية،  منتهجا الكولسة، والضرب من تحت الحزم لإبعاد تيار العبدلاوي، المحسوب على الحمائم، في أسلوب دخيل على الحزب، الذي ظل يفتخر بكونه يعتمد على الشفافية والوضوح في اتخاذ القرارات.

ذات المصادر أوضحت أن خيي استغل انشغال العبدلاوي في تدبير الملفات الشائكة، التي وجدها على مكتبه مباشرة بعد انتخابه عمدة للمدينة، ليضع يده على الأجهزة التنظيمية للحزب بعمالة طنجة – أصيلة، خاصة وأن أمحجور، المتمكن من مفاتيح التنظيم، انشغل هو الآخر بجانب العبدلاوي في تدبير شؤون المدينة.

تكتيك خيي تؤكد المصادر، بناه على تسفيه أداء عمدة المدينة، الذي طالما اتهمه داخليا بكونه تنازل عن اختصاصاته لفائدة الوالي اليعقوبي، وأن العبدلاوي اتخذ قرارات ذات كلفة سياسية وانتخابية على الحزب بالمدينة، وهو ما نجح فيه بتعبئة تيار واسع رافض للطريقة التي يدبر بها العبدلاوي مجلس المدينة، ليهيأ بذلك الأجواء للعب ورقة نجيب بوليف، لما له من كاريزما داخل الحزب بطنجة، وهو المعروف بتمسكه وتشبثه بمبادئ الحزب.

تهيئة الظروف لتسمية بوليف وكيلا للائحة كان الهدف منه قطع الطريق على البشير العبدلاوي من أجل تمكين أحد كوادر الحزب التي تحظى بدعمه، من ترؤس اللائحة، لأن غياب بوليف يضعف خيي أمام العبدلاوي.

التكتيك الذي انتهجه خيي مكنه من ضرب عصفورين بحجر واحد، أولا تصفية تيار البشير العبدلاوي، وثانيا انقضاضه على وصيف اللائحة، ليضمن بذلك مقعده بالبرلمان.

كل هاته المعطيات، تختم المصادر حديثها، تؤكد أن خيي تورط في عملية “انقلاب أبيض” على الكاتب الجهوي للحزب، وعمدة المدينة، وأنه لم يتردد في توجيه ضربة من تحت الحزام للعبدلاوي المعروف بمصداقيته، ونزاهته، ورجاحة رأيه، ولذلك فإن ما حدث سيخلف جراحا عميقة لن تندمل إلا بتدخل حازم من الأمين العام للحزب، عبد الإله بنكيران، الذي يكن تقديرا كبيرا للبشير العبدلاوي، ويثق في اختياراته.