
طنجاوي
حدث ساخن طغى يومه الخميس على انعقاد المجلس الحكومي، ذلك أن رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران توجه بنبرة حادة نحو وزير الفلاحة، عزيز أخنوش، قائلا: “أنا مْقَلّقْ منك”، وقبل أن يستوعب الوزراء تصرف بنكيران، حتى انتفض أخنوش موجها كلامه لبنكيران بنبرة غاضبة: “أنا مقلق أكثر منك، لأنني متهم بسرقة صندوق تنمية العالم القروي. أنا مقلق أكثر منك، لأنني متهم بالتآمر على رئيس الحكومة. أنا مقلق أكثر منك، لأنني فاتحتك في موضوع صندوق تنمية العالم القروي وكان محمد بوسعيد حاضرا يومها”.
رد فعل أخنوش قوبلت بذهول كبير من طرف أعضاء الحكومة، الذين بقوا مشدوهين، لكونهم عهدوا في أخنوش ذلك المسؤول المتزن والهادئ.
أسباب هذا الصدام بين مسؤوليْن طبع علاقتهما الانسجام والاحترام المتبادل، تفجرت بعد نشر يومية أخبار اليوم لمقال بكشف فيه أن بنكيران غاضب من أخنوش بسبب، ما اعتبرته الجريدة “مقلب قانوني”، تعرض له بنكيران من أخنوش، عندما نجح هذا الأخير بتعاون من وزير المالية، محمد بوسعيد، في تمرير قرار مضمن بقانون المالية، يجعل من أخنوش هو الآمر بالصرف لصندوق تأهيل العالم القروي الذي تصل ميزانيته إلى 55 مليار درهم.
التسريب الصحفي لهذا الموضوع، أظهر أخنوش وكأنه قام بسرقة صندوق تنمية العالم القروي من بنكيران، ما جعله يعبر عن استيائه الشديد في تصريحات صحفية، بل وصل الأمر حد التهديد بتقديم استقالته لكونه لا يستطيع الاستمرار في ظروف تنعدم فيها الثقة بين المسؤولين، وأنه لن يقبل البقاء في الحكومة إذا كان رئيس الحكومة لا يثق فيه.
الموضوع مرشح للكثير من التفاعلات، وهو ما لمح له وزير الاتصال مصطفى الخلفي، عندما كشف في تصريح صحفي عب انعقاد المجلس الحكومي، أنه تمت مناقشة صندوق التنمية العالم القروي، وأنه سيتم الرجوع إليه في مناسبة قادمة، وسيتم الإعلان عن جميع الإجراءات بشأن هذا الموضوع.