
طنجاوي – محمد العمراني
أشعلت الجريمة المروعة، التي راح ضحيتها مساء أمس تاجر مجوهرات، الغضب على صفحات التواصل الاجتماعي بمدينة طنجة، بسبب ما اعتبره المواطنون في تعليقاتهم انفلاتا أمنيا باتت تعيشه مدينة طنجة خلال المدة الأخيرة، انضاف إليها انعدام الإنارة العمومية بجل شوارع وأزقة المدينة، حيث صار هذا المشكل عاملا مساعدا للصوص وقطاع الطرق على تنفيذ غزواتهم الإجرامية في حق المواطنين الأبرياء.
ومن خلال مئات التعليقات يبدو جليا أن ساكنة مدينة طنجة فقدت ثقتها في قدرة ولاية أمن طنجة على توفير الأمن والطمأنينة داخل أرجاء المدينة، حيث يبدو وكأن والي أمن طنجة فقد قدرته على ضبط الأمور، وعجز عن تنزيل أي خطة أمنية متكاملة لمحاصرة تفشي الجريمة بالمدينة، وخلصت التعليقات إلى أن مولود أوخويا فشل في استيعاب مضامين الاستراتيجية الأمنية التي وضعها المدير العام للأمن الوطني للرفع من نجاعة و مردودية المصالح الأمنية بالمدينة.
هناك إحساس صار يتملك نفوس الساكنة بأن مصالح الشرطة بمدينة طنجة باتت غير قادرة على فرض سلطة القانون، ووضع حد لسياسة غض الطرف والتغاضي عن العديد من مظاهر الانحراف والتسيب، أكثر من ذلك يلاحظ المواطنون أن حالة من الإحباط تسيطر على عناصر الأمن بالمدينة، وهذا يستوجب التحري عن مسبباتها.
أمام هذا الغضب العارم الذي يجتاح صفحات التواصل، وتفاديا لأي تطورات غير متحكم في تداعياتها، بات من الضروري إعادة ترتيب الأوراق بولاية أمن طنجة، والشروع في تنزيل خطة أمنية مستعجلة تعيد ثقة المواطنين في أداء جهاز الشرطة.
مثلما بات على مجلس المدينة وولاية الجهة البحث عن حلول جذرية لإشكالية غياب الإنارة العمومية عن شوراع وأزقة المدينة، وأيضا التسريع بإخراج كاميرات المراقبة إلى حيز الوجود، فلا داعي للتذكير أنه في غياب الإحساس بالأمن والطمأنينة فإن أي مجهود لتحسين بنيات المدينة يبقى غير دي جدوى.