
محمد العمراني
المتأمل في صيرورة ما يجري بمدينة الحسيمة منذ مصرع الراحل محسن فكري، وكيف راهن البعض على استغلال مشاعر الغضب و الألم التي انتابت ساكنة الحسيمة جراء الفاجعة، لتنزيل مخطط يسعى لزعزعة استقرار منطقة الريف، تتقاطع فيه المصالح بين جهات خارجية و مافيات المخدرات، وتجعل من هذا “الحراك” فاقدا للمشروعية.
إن الرهان على أشخاص يفتقدون للحد الأدنى من مقومات الزعامة ليس له من معنى سوى تحويل هذا الحراك إلى مغامرة حقيقية، وإن كانت تختبئ وراء شعارات ومطالب اجتماعية تلهب حماسة شباب المنطقة .
فالنضال من أجل رفع التهميش عن المنطقة، وتنزيل استراتيجية تنموية متكاملة تسعى إلى إقرار عدالة مجالية، وإنقاذ شباب المنطقة من مخالب البطالة، يتطلب قيادة تحظى بالمصداقية، ومؤمنة بجعل النضال من أجل هاته المطالب آلية لتعزيز لحمة وتماسك الوطن.
أما وإن افتقدت هاته الشروط، فمعنى ذلك أن هؤلاء القادة سيصبحون دمى في أيدي الجهات التي تخطط وتمول.
وهنا من حق الجميع أن يعرف عن قرب ذاك الذي ينصب نفسه اليوم وصيا على”الحراك”.
إن أردنا وضع توصيف مركز لمسار هذا الزعيم، لن نجد أبلغ من وصفه ب “إنسان فاشل”، بالنظر لما راكمه من فشل ذريع على جميع المستويات.
فشل في الدراسة، حيث توقف مساره التعليمي في محطة ما قبل الباكلوريا، وعلى المستوى المهني كان الفشل أفظع، ذلك أنه تعرض للطرد من صفوف القوات المسلحة الملكية أشهرا قليلة بعد انخراطه في سلك الجندية، ثم انتقل بين أكثر من مهنة ( اشتغل بشركة للحراسة الخاصة، سرعان ما تم طرده منها، كما امتهن بيع الهواتف النقالة، لكنه تسبب في إفلاس المحل التجاري الذي كان يشتغل به..)، وحتى على مستوى حياته الشخصية، فهذا الزعيم معروف بعدم الوفاء بارتباطاته العاطفية، حيث لا يتردد في التنكر للفتيات اللواتي يقعن في حباله، وهو المعروف باحترافه التغرير بهن، حيث تتوزع ضحاياه بين الحسيمة وإحدى المدن المجاورة، إذ يعدهن بالزواج، وبعد أن يقضي وطره منهن يبحث عن ضحايا جدد.
هكذا راكم الفشل واللامسؤولية إلى أن سنحت له الفرصة، لينقض على فاجعة محسن فكري ويصير بين عشية وضحاها تاجر فتنة!..
وهل كان من الممكن انتظار شيئ آخر من هذا الزعيم الورقي، الذي كبر وترعرع في محيط الفساد وخيانة الأمانة، ولعل الاختلاسات التي وقعت في جمعية الخيرية الإسلامية بالحسيمة اكبر شاهد على طينته الحقيقية.
فهل بمثل هكذا قيادة يمكن للحراك أن ينجز مطالبه المشروعة و النبيلة؟؟؟..
اللهم إلا إذا كان لمثل هؤلاء مآرب ومصالح ضيقة، هي في الحقيقة بدأت في الانكشاف مع توالي الأيام !!…