
طنجاوي
ووري الثرى بعد عصر اليوم، بمقبرة المجاهدين بطنجة، جثمان النقيب والمحامي، عبد السلام البقيوي، وسط جموع غفيرة من المحامين والقضاة وأصدقاء وعائلة الراحل.
وتقدم الموكب الجنائزي نقيب المحامين بطنجة أحمد الطاهري، الذي ألقى كملة تأبينية باسم هيئة المحامين، الني نعت الراحل، المحامي عبد السلام البقيوي، الذي كان قيد حياته أحد الأعضاء البارزين في هيئة طنجة.
وغاب عن جنازة النقيب البقيوي، مصطفى الرميد وزير حقوق الإنسان، كما أن الوزير لم يرسل أحدا لينوب عنه لحضور مراسيم دفن النقيب، الأمر الذي استغربت له هيئة المحامين بطنجة، وعدد من الحقوقيين الذين حضروا عملية الدفن. وقد أعاد غياب الوزير إلى الأذهان الشكاية التي كان الرميد سيتقدم بها في مواجهة الراحل بعد تدوينته الشهيرة ضد بعض القضاة.
وكان من أبرز الغائبين عن جنازة الراحل، وزير العدل، محمد أوجار، كما أن الوزارة لم تبعث أي مسؤول عنها لحضور الجنازة.

هذا، وتوالت شهادات تأبين الراحل من عدة أطراف سياسية وحقوقية وإعلامية، أبرزها الكلمة المؤثرة للمحلل السياسي والإعلام المخضرم خالد الجامعي الذي قال فيها:” لا أريد أن أعزي النقيب البقيوي لأنه بالنسبة لي لم ولن يموت”.
وتابع الجامعي في كلمته “كان لي شرف معرفة النقيب البقيوي، وتعلمت منه الكثير من الأشياء، ومنها تشبته بمبادئه وكونه لم يغير تغييرا إلى آخر رمق، والشاهد على ذلك أنه أحد أعضاء هيئة دفاع معتقلي حراك الريف، وأن آخر موقف اتخذه بخصوص هذه القضية قراره القاضي بمقاطعة أضحية العيد تضامنا مع المعتقلين وكأنه علم أن عمره لن يصل يوم العيد”.
وزاد الجامعي “يجب أن يتخذ البقيوي نبراسا للجيل الجديد، في بلد أصبح فيه كثيرون يبيعون مبادئهم من أجل مصالح ضيقة علما أنه في آخر المطاف نسمع جنازة رجل أو جنازة إمرأة”.
وقال الجامعي “إن اسم النقيب عبد السلام البقيوي سيظل دائما بيننا، وعلى الطنجاوييون تخليد اسمه وعلى أحد الشوارع ليظل في ذاكرتهم وذاكرة المغاربة قاطبة”.
من أبرز كلمات التأبين التي جاءت على لسان السياسيين تلك التي نشرها الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة إلياس العماري، على حائطه الفايسبوكي إذ قال:” فقدت صباح اليوم أحد أعز الأصدقاء القلائل (ذ النقيب عبد السلام البقيوي )الذي جمعتني به صداقة طويلة امتدت من نهاية الثمانينات داخل الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، مرورا بتأسيس جمعية بادس بالحسيمة سنة 96 ، و محطات كثيرة جمعتنا كأصدقاء و رفاق و أبناء الإقليم الواحد.
سألت عن أحواله قبل أسبوع، بعد أن بلغني نبأ تعرضه لوعكة صحية ، حيث كان يعاني في صمت من بعض الأمراض التي ألمت به نتيجة إنفعالاته الإنسانية اتجاه ما يحدث حوله من ظلم داخل الجهة و في الوطن. كلما سألته عن أحواله كان يجيبني بأنه بخير، و كان يوصي دائما خيرا بأبنائه.
بهذا الحدث الأليم، أقدم تعازي الحارة إلى أسرته الصغيرة، أبنائه و عائلته، و إلى هيئة الدفاع و القضاء الذي كان أحد أعمدتها؛ و إلى رفاقه في جبهة النضال السياسي و الحقوقي و إلى كافة أصدقائه و رفاقه.
أتمنى للجميع الصبر و السلوان”.
