
طنجاوي
لم يعد هناك أي مجال للشك في أن التيارات العدمية، المتحالفة مع جهات تكن العداء والحقد الدفين للمغرب، لا تفوت أي فرصة دون أن تعمد إلى استغلال أي احتقان اجتماعي تشهده أي منطقة على امتداد تراب المملكة، من خلال تنفيذ مخططاتها الرامية إلى تأجيج الأوضاع، وزعزعة الاستقرار.
نفس السيناريو يتكرر في كل مرة، حتى أصبحت اللعبة مكشوفة للجميع. و ما حدث أول أمس الأربعاء بمدينة جرادة، ليس له من توصيف غير التآمر على المصالح العليا للوطن..
من يزايد على الدولة بشعارات دولة الحق و القانون، عليه معرفة أن هذا المبدأ كل لا يتجزأ، بما يرتبه من حقوق وواجبات. فالحق في الاحتجاج وفق شروط ينظمها القانون، يقابله واجب الانضباط لقرار السلطات العمومية بمنع التظاهر متى استدعى الحفاظ على الأمن والسكينة ذلك، والفيصل في النزاع بين الطرفين هو القضاء..



لكن الحقيقة التي لا يمكن حجبها بالغربال، هي أن العدميين المغامرين بمستقبل الوطن، يختبئون وراء الحق في الاحتجاج لدفع الأوضاع إلى التأزيم، وإشعال فتيل المواجهات من أجل تنفيذ مخططهم التخريبي..
وإلا كيف يمكن تفسير كل هذا الإصرار على عرقلة المساعي التي قامت بها الدولة لتهدئة الأوضاع، والتشويش على الإلتزامات التي قدمتها لساكنة جرادة، الرامية إلى تحسين أوضاعهم الاقتصادية والاجتماعية؟!..



لقد بات واضحا للعيان أن أعمال التخريب والحرق الذي تعرضت له سيارات قوات حفظ النظام وممتلكات المواطنين، والاعتداءات الهمجية التي طالت العناصر الأمنية، إنما الهدف من ذلك هو دفع المدينة نحو المجهول، وتسويق الإشاعات المغرضة التي تستهدف صورة البلد، في توقيت حساس بالنسبة للمغرب، الذي يستعد خلال الأيام القليلة المقبلة لمعركة ديبلوماسية حاسمة في مواجهة خصوم الوحدة الترابية، كل ذلك في سياق مخطط محبوك تتقاطع فيها مصالح العدميين مع أجندات أطراف أجنبية معادية للمصالح العليا للوطن.
ورغم كل هذا الحقد، فإن مخطط استهدف استقرار منطقة جرادة مآله الفشل الذريع، بفضل الحس الوطني للفعاليات المدينة والنقابية والسياسية بهاته المدينة الصامدة، وبفضل حكمة ونضج أبناء المدينة الغيورين على مصالحها ومصالح الساكنة.


