أخبار سياسية

كويمن يكتب: سلطة الفوضى

السبت 1 أبريل 2017 - 13:43

كويمن يكتب: سلطة الفوضى

طنجاوي*

لم يكن الأمر يتطلب الكثير من الجهد، ودون أن تضطر السلطات المحلية لاستعمال القوة،فقط إشعار باستعداد طنجة لاستقبال الزيارة الملكية، كان كافيا لإنهاء احتلال الملك العمومي بمختلف مناطق المدينة، ليتم وضع حد لحالة الفوضى المنتشرة بعدد من الشوارع والأرصفة، حين تم “إقناع” الباعة، الذين كانوا يسيطرون على الملك العام، بضرورة الانسحاب إلى غاية انتهاء الزيارة، وطبعا الجميع “لبوا نداء الوطن”، وبعضهم أوقفوا جميع أنشطتهم التجارية بعدما أخلوا المساحات، التي كانوا يحتلونها “على وجه الملك”، بل منحوا مهلة للسلطات المحلية من أجل الإسراع بالقيام بترتيباتها استعدادا للزيارة الملكية على أساس عودة الأمور إلى طبيعتها مباشرة بعد مغادرة الملك، في الوقت الذي ظل يعجز فيه رجال السلطة وأعوانهم عن توفير ولو ممرصغير لمرور السيارات ببعض الشوارع المجاورة للأسواق، أو إخلاء مساحة ولو ضيقة لعبور الراجلين على الأرصفة، بدعوى أن هذه الظاهرة تحتاج إلى مقاربة تشاركية وشمولية، وتدخل كافة المصالح المعنية وغير المعنية، وإرادة سياسية وانتخابية، وحتى موافقة المنتظم الدولي من أجل معالجتها..

وربما النظام لا يدوم طويلا بيننا، فليس له النفس الطويل كالفوضى، فبمجرد ما كانت الطائرة الملكية تستعد للإقلاع من مطار طنجة، عادت حليمة ومعها كل أفراد عائلتها إلى عادتهم القديمة، فهي الأصل، الباعة عادوا إلى قواعدهم، وانسحب النظام المؤقت بهدوء، وتم احتلال الشوارع والأرصفة من جديد بشكل عادي وفق “الاتفاق” المبرم بين الأطراف المعنية، واستأنفت الفوضى مسيرتها بكل اطمئنان، بعدما جعلت منالسلطة تبدو عاجزة ولا تحرك ساكنا لدرجة التواطؤ، فيما الجماعة لا حول لها ولها قوة، حين صار تدخلها فقط من أجل الاستئناس، من خلال تكرار الحديث عننفس المشاكل، التي تتخبط فيها أسواق المدينة، دون جدوى، بل هناك توصية وحيدة أضحى يعتمدها المجلس الجماعي هي عبارة “شوفو مع الولاية”..

وإذا كان الاستعداد للزيارة الملكية يمنح المدينة فرصة لاستعادة ملامحها ولو بشكل مؤقت، فإن ما يثير القلق استمرار توظيف اسم الملكمن أجل توفير حلول ظرفية،تحجب إخفاقات الجهات المسؤولة عن احترام تطبيق القانون وإيجاد بدائل موضوعية لمعالجة المشاكل المطروحة، الأمر الذي يكرس للشرعية العشوائية بمسميات مختلفة، لا تفارقها الفوضى كشعار للمرحلة، أمام تراجع عنصر الثقة والمصداقية، فمن غير المعقول استغلال اسم الملك كسبيل لتفعيل سلطة الفوضى.

* محمد كويمن