
محمد العمراني
هل أصبح لوبي الشيشة بطنجة فوق القانون؟
سؤال يجد شرعيته بعد النفوذ الخطير الذي بات يمتلكه أصحاب مقاهي الشيشة بهاته المدينة، حيث صاروا يتصرفون وكان كل المؤسسات و الإدارات خاضعة لإرادتهم، وتأتمر بأوامرهم، وموضوعة رهن إشارتهم..
طنجة أصبحت فضاء مناسبا لتفريخ مقاهي الشيشة، إذا لا يكاد يمر يوم دون أن يشهد افتتاح وكر جديد، و الأخطر من ذلك أن العديد منها يتواجد على بعد أمتار قليلة من المؤسسات التعليمية!..
ما يبعث حقا على الاستغراب هو أن الجميع يتحدث عن ما يجري داخل هاته الفضاءات من ممارسات مشبوهة، و من أفعال يجرمها القانون، لكن الأجهزة والمؤسسات المسؤولة عن مراقبة هاته الأماكن والفضاءات، وبصفة خاصة مصلحة الاستعلامات العامة بولاية أمن طنجة، تتجاهل بشكل مثير للتساؤل ما يجري داخل هاته الأوكار من مصائب، حيث يلاحظ تلكؤ كبير في محاصرة هكذا ممارسات!!..
الجميع يعرف أن القاصرات يرتدن هاته الأوكار، ومعظمهن تلميذات، بل إن هناك شبكات للقوادة تنشط بالمدينة باتت تشتغل لفائدة لوبي الشيشة، مهمتها استدراج القاصرات من المؤسسات التعليمية، مستغلة حاجتهن للمال، ليتم الزج بهن في جحيم الرذيلة..
لقد بلغ حجم السيبة بالمدينة درجة باتت معها مسيرو هاته الأوكار تتنافس على جلب الزبائن من العيار الثقيل، وفي سبيل ذلك يتسابقون على توفير أجمل وأحلى القاصرات، وتقديمهن لقمة سائغة للذئاب البشرية المستعدة لنهش لحم الصبايا، بل البعض من هاته الفضاءات أصبحت توفر أماكن لممارسة الجنس في غياب تام للمراقبة!..
إنها مأساة حقيقية حلت بالمدينة ولا من يحرك ساكنا…
الجميع يعرف أن مقاهي الشيشة أصبحت فضاء يوفر الحماية لمتعاطي أشد أنواع المخدرات فتكا، ومن أراد أن يحصل على جرعته من الكوكايين أو ما استجد في عالم المخدرات فلن يجد مكانا آمنا أفضل من مقاهي الشيشة.
بل وصل التنافس في تقديم الخدمات للزبائن حد توفير فضاءات للعب القمار، وتقديم الخمرة، فيما الأمن والسلطات في دار غفلون!..
الجميع يعلم أن زبائن “الهاي كلاس” الذين تتهافت على استقطابهم هاته الاوكار هم من تجار القرقوبي والسموم البيضاء، فهم الذين يصرفون الاموال المتحصلة من تخريب عقول الشباب وتدمير مستقبلهم، بسخاء ويدفعون دون حساب!..
مقاهي الشيشة أصبحت مكانا مفضلا لتجار المخدرات الصلبة والقوية لعقد صفقاتها، حيث يوفر ملاك هاته المقاهي فضاءات ملائمة لإتمامها بعيدا عن الأعين المتلصصة..
هل يعرف والي أمن المدينة أن معظم النرجيلات المحجوزة في عمليات المداهمة هي مجرد خردة وغير مستعملة، ذلك أن مالكي هاته الأوكار يعرفون مسبقا توقيت الحملات الأمنية، ولذلك فإن الشرطة عندما تصل إلى المقهى المشمولة بالمداهمة تجد في انتظارها الشخص الذي سيقدم نفسه على انه المسؤول عن تسيير الوكر، ليتم وضعه رهن الحراسة النظرية لمدة لا تتجاوز 48 ساعة، قبل أن يتم إخلاء سبيله من طرف النيابة العامة لغياب أي تهمة تستوجب الاعتقال، حيث نادرا ما يتم توقيف قاصرات داخل هاته المحلات، ونادرا ما يتم حجز مخدرات صلبة وأقراص هلوسة، ونادرا ما يتم حجز الخمرة التي توزع بها!..
الخطير في الأمر أن الاستثمار في أوكار الشيشة أصبح أحد الخيارات المفضلة للشبكات المتخصصة في تبييض الأموال القذرة المتحصلة من الاتجار الدولي في المخدرات بكل أصنافها..
والأخطر من ذلك، أن العديد من مسيري هاته الأوكار، ومعظمهم ظهرت عليه علامات الثراء الفاحش دون تبرير مصادر ثرواتهم، باتوا يقتحمون مجالات ذات حساسية بالغة على استقرار الوطن، خاصة على مستوى توجيه الرأي العام، مما أصبح معه ضروريا دق ناقوس الخطر تجاه هذا الخطر الداهم، الذي يزحف ببطئ..
أمام كل هاته المعطيات الصادمة من حقنا أن نتساءل:
من يوفر الحماية للوبي الشيشة بطنجة؟؟؟!!!.