
طنجاوي
مع توالي المستجدات بمنطقة الريف، و خاصة بعد شروع الدولة في التجاوب مع المطالب المشروعة للساكنة، بدأ المخطط الحقيقي للذي ينصب نفسه “قائد” الحراك في الانكشاف، حيث تأكد أن كل ما يهم ناصر الزفزافي هو الإبقاء على الاحتجاجات وإشعال الفتنة بالمنطقة لأطول فترة ممكنة، قبل تنفيذ الفصل الأخير من مخططه، حيث يستعد لمغادرة المغرب في اتجاه هولندا للاستقرار بها بعد تقديم طلب اللجوء السياسي.
ولتنزيل أجندته بالحسيمة، فإن الزفزافي يختلق عند كل مرحلة مبررات جديدة لتأجيج الأوضاع. فخلال اندلاع الاحتجاجات كان مطلب محاكمة المتسببين في مصرع الراحل محسن فكري، بعدها تم رفع شعار ” لا للحكرة”، و “لا للعسكرة”، والحال أن إقليم الحسيمة يخضع للقانون المنظم لجميع أقاليم المملكة، ويتم تدبير شؤونه من طرف مدنيين (سلطات محلية ومنتخبة)، ومن يدعي أن الإقليم يخضع للعسكرة عليه كشف حاكمه العسكري.
وفي مرحلة ثالثة، قام الزفزافي رفقة صديقه (ن.أ) بصياغة ما أسماه بالملف المطلبي دون استشارة الساكنة. لكن ومنذ 6 فبراير المنصرم، بدا واضحا أن الزفزافي تلقى أوامر صارمة من طرف مموليه، مفادها أن الهدف الأول والأخير هو تمديد الاحتجاجات لأطول فترة ممكنة، ونسف أي محاولة تقدم عليها الدولة للتجاوب مع مطالب الساكنة. ولذلك صارت الجموع العامة ل “نشطاء” الحراك تقتصر فقط على مناقشة الوسائل والخطط التي ستؤجج الأوضاع، وتدفع الساكنة للاحتجاج بغض النظر عن شرعية المطالب من عدمها.
المعطيات التي صار يتداولها بعض “نشطاء” الحراك، الذين اكتشفوا أنهم كانوا ضحية خداع الزفزافي، تؤكد أن هذا الأخير ينفذ حرفيا أجندة جهات معادية للمغرب، وعند استنفاذ فصول المخطط، سيهاجر إلى هولندا للاستقرار بها بعد تقديم طلب اللجوء السياسي.
وحسب ذات المصادر، فإن الزفزافي شرع فعلا في إجراءات الحصول على تأشيرة شينغن، بمساعدة من المسمى فريد أولاد لحسن، المقيم بالديار الهولندية وأحد دعاة انفصال الريف المعروفين.

ويعتبر الانفصالي أولاد لحسن من كبار مولي حراك الحسيمة، حيث أنه وخلال زيارته الأخيرة للحسيمة قبل أيام، تكفل بتمويل عملية تنقل كبرى إلى سجن مدينة تيفلت، قادها بنفسه، لاستقبال المعتقل محمد جلول، الذي أطلق سراحه يوم 11 أبريل الجاري، حيث أدى تكاليف كراء عشرات السيارات من وكالات كراء السيارات ببني بوعياش و إمزورن.
كما تكفل أيضا بتمويل التجهيزات التي تطلبتها ما سمي ب “مسيرة الأكفان”، المنظمة بالحسيمة يوم 9 أبريل الجاري، من شراء مئات الأمتار من الثوب الأبيض، وكراء دراجات ثلاثية العجلات، وتوفير التجهيزات الصوتية، واقتناء الصدريات المخصصة للجنة التنظيمية، وختمها بتنظيم عشاء لأزيد من 40 شخصا بعد انتهاء المسيرة.
تسرب هاته المعطيات أحدث رجة في صفوف نشطاء الحراك، بعد انكشاف خطة الزفزافي لمغادرة المغرب وطلب اللجوء السياسي، حيث استوعب الجميع أن إصراره على أن تسلط عليه الأضواء وحده، كان الهدف منه أن يصير حديث وسائل الإعلام بهولندا على الخصوص، حتى يسهل عليه تمرير طلب اللجوء السياسي، كل ذلك بتمويل وتخطيط من دعاة انفصال الريف، أمثال شعو وأولاد لحسن.
ورجحت المصادر أن انكشاف مخطط الزفزافي سيكون له وقع الزلزال في صفوف لجان الحراك، الذين سيكتشفون أنهم كانوا أداة في يد هذا “القائد”، الذي سيرحل بمجرد ما أن يستنفذ الدور المرسوم له من طرف الجهات الممولة.
